يصل وفد مصري برئاسة نائب رئيس جهاز المخابرات، الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة هي الأولى لمسؤولين مصريين منذ عام 2014.
مصادر خاصة لـ"عربي بوست" أوضحت أن الوفد المصري الذي يضم مسؤولين في المخابرات والدفاع والخارجية، سيلتقي عدداً من المسؤولين الليبيين؛ لبحث التطورات الأخيرة على الساحة الليبية.
تأتي زيارة وفد مصري إلى طرابلس بعد يوم واحد من توجّه وفد عسكري تركي رفيع المستوى إلى ليبيا، ضم كلاً من وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الأركان يشار غولر وقادة القوات في الجيش، السبت 26 ديسمبر/كانون الأول.
تفاصيل الزيارة المرتقبة للوفد المصري
فقد كشف مصدر دبلوماسي بحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، لـ"عربي بوست"، عن زيارة مرتقبة لطرابلس يجريها وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية والدفاع وجهاز المخابرات المصرية، الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول.
المصدر أوضح أن الزيارة جاءت على خلفية تفعيل بعض الاتفاقيات السياسية بين البلدين، أولاها اتفاقية الحريات الأربع "التملك والإقامة والعمل والتنقل"، مشيراً إلى أن حكومة الوفاق طلبت رفع إجراءات التأشيرة عن المواطنين الليبيين، وفتح المجالين الجوي والبحري بين طرابلس والقاهرة.
كما أضاف المصدر أن جدول أعمال زيارة الوفد المصري سيتضمن أيضاً دراسة الوضع الأمني لفتح السفارة المصرية في طرابلس، وسيناقش الوفد أيضاً إمكانية تفعيل واستحداث بعض الاتفاقيات التجارية والأمنية.
مصدر "عربي بوست" أشار إلى أن الزيارة كانت بطلب من السراج خلال الزيارة السرية التي قام بها لمصر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما كان متجهاً إلى البحرين.
وزير الدفاع التركي سبق زيارة وفد مصري
إذ التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، السبت، نظيره الليبي صلاح الدين النمروش في مقر وزارة الدفاع بالعاصمة الليبية طرابلس.
بينما أشارت وكالة الأناضول إلى أن مسؤولين ليبيين، والسفير التركي في طرابلس سرحات أكسن، ومسؤولين في قيادة مجموعة المهام الليبية، استقبلوا وزير الدفاع التركي والوفد المرافق له في مطار معيتيقة الدولي.
أضافت الوكالة أن أكار والوفد المرافق له انتقلوا إلى مبنى وزارة الدفاع الليبية، حيث تم استقبالهم بمراسم عسكرية، عزف فيها النشيد الوطني لكلا البلدين.
عقب المراسم، عقد أكار والنمروش لقاءً ثنائياً، ومن ثم عقدا اجتماعاً على مستوى الوفود. وهنأ أكار في بداية الاجتماع، بيوم استقلال ليبيا الذي يوافق 24 ديسمبر/كانون الأول، ونقل تحيات الرئيس رجب طيب أردوغان والشعب التركي إلى أشقائهم الليبيين.
كما أعرب أكار عن تمنياته أن تحتفل ليبيا بعيد الاستقلال كل عام في ظل أجواء الأمن والاستقرار. وأردف: "سنشعر بالراحة والاستقرار في تركيا بقدر شعوركم هنا بالراحة والقوة والسلام".
من جانبه، قال وزير الدفاع الليبي في تصريحات عقب اللقاء نقلها حساب المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" على "تويتر"، إن "تركيا قدمت دعماً لا محدوداً لحكومة الوفاق الشرعية".
بعد يومين من دعوة حفتر لمواجهة تركيا
جاءت زيارة خلوصي أكار لليبيا بعد يومين من تصريحات أطلقها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، طالب فيها بطرد قوات تركيا من داخل الأراضي الليبية.
حيث دعا حفتر، في كلمة له بمناسبة ذكرى الاستقلال الليبي، إلى استمرار الحرب وطرد من وصفهم بـ"المعتدين"، وقال حفتر إنه لا قيمة للاستقلال ولا معنى للحرية ما دام الجيش التركي يحتل مناطق من ليبيا، على حد قوله.
كانت حكومة الوفاق قد أعلنت استعدادها لصدِّ أي عدوان وإنها لن تسمح بتكرار أحداث الرابع من أبريل/نيسان 2019، في إشارة إلى هجوم الانقلابي خليفة حفتر على طرابلس في ذلك التاريخ.
جاء ذلك في تصريحات لوزير الدفاع بالحكومة الليبية، صلاح الدين النمروش، لقناة ليبيا الأحرار (خاصة)، وذلك رداً على خطاب حفتر، الذي دعا إلى الحرب مع من وصفهم بـ"المعتدين".
حيث أضاف النمروش: "قواتنا احترمت- وما تزال- اتفاق وقف إطلاق النار برعاية المجتمع الدولي، لكن مجرم الحرب حفتر حاول أكثر من مرة، اختراقه وعملية التحشيد مستمرة من طرفه".
كما أشار صلاح الدين النمروش إلى "تعليماتنا لقواتنا بالاستعداد التام وانتظار تعليمات القائد الأعلى (فائز السراج) للتعامل والرد على مصادر النيران في المكان والزمان المناسبَين دون هوادة".
كما أوضح أن "أي حل سياسي لن يكون طرفاً فيه مجرمو حرب كانوا سبباً في كل المجازر والدمار، ولا يمكن أن نقبل بأي مبادرة تعطي غطاء لجرائم حفتر في ترهونة والألغام جنوب طرابلس".