يواجه مايك بنس، رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي، لضغوط كبيرة من طرف الجمهوريين وأنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، إذ من المقرر أن تتخذ جلسة مشتركة للكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني، الخطوة الأخيرة لإقرار فوز الرئيس المنتخب جو بايدن رسمياً، وهو الأمر الذي يشكل مصدرَ حرجٍ لبنس، أحد أبرز الأوفياء لترامب.
حسب ما ذكرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، السبت 26 ديسمبر/كانون الأول، فإن بعض أنصار ترامب المتشددين صرحوا بأن بنس سيكون خائناً إذا لم يعرقل هذه الإجراءات بطريقة أو بأخرى.
موقف صعب
إذ لا توجد طريقة واضحة أمامه لفعل ذلك حتى لو أراد أن يفعل، لكن هذه المطالبات تزيد من الضغط على بنس، الذي من غير المرجح أن يفلت من غضب أصحابها أو غضب ترامب.
في هذا السياق، قال مستشارون إن نائب الرئيس حاول تحاشي الظهور بمظهر من يتخلى عن الرئيس، في الوقت الذي كان يحاول فيه تجنُّب ترديد بعض خطابات ترامب العدائية.
لكن بنس ظل لأسابيع قريباً من مركز المساعي المضطربة اليائسة لإبقاء ترامب في منصبه.
يوم الإثنين الماضي، حضر بنس اجتماعات البيت الأبيض مع جمهوريين محافظين بمجلس النواب عازمين على الطعن في النتائج يوم 6 يناير/كانون الثاني؛ وقال شخص مطلع على هذه الاجتماعات تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن بنس قال لهم إن واجبه الدستوري يتمثل في فتح وعدِّ النتائج، وليس تحديد شرعيتها.
غاضبون منه
فالشائعات الدائرة عن سلطة بنس في جلسة الكونغرس المشتركة تضخمت بشكل كبير على الإنترنت.
يؤكد بعض أنصار ترامب أنه بإمكانه استغلال دوره في الإشراف على الجلسة لإبطال نتائج ولايات عدة، وهو ما صعد بهاشتاغ "بطاقة بنس" لتصدُّر قائمة التداول على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يعني أن القوى الموالية لترامب يجب أن تلعب بهذه البطاقة.
لكن هذا ينمُّ عن سوء فهم لما ورد في قانون الولايات المتحدة من أنه إذا لم تُقدِّم أي ولاية أصواتها الانتخابية بحلول يوم الأربعاء، الرابع من ديسمبر/كانون الأول، فيجب على نائب الرئيس دفع الولاية إلى إرسالها على وجه السرعة. ولا يُعطي لنائب الرئيس سلطة رفض أي أصوات انتخابية.
لكن بعض مؤيدي ترامب غاضبون من بنس؛ لتركه الموعد النهائي في 23 ديسمبر/كانون الأول يمر مرور الكرام.
لا يمكنه فعل الكثير
وقال العديد من المشرعين من الحزب الجمهوري إنهم سيطعنون في نتائج العديد من الولايات التي فاز بها بايدن أثناء قراءة بنس أعداد الأصوات في الجلسة المشتركة. وإذا اعترض أحد أعضاء كل من مجلسي النواب والشيوخ، فسيؤدي ذلك إلى مناقشة تدوم ساعتين في كل مجلس يعقبها إجراء تصويت.
وربما يكمن الخطر الذي يواجهه بنس، في أن لقطات إعلانه فوز بايدن قد تضر بفرصه السياسية داخل الحزب الجمهوري، خاصة إذا كان ينوي الترشح للرئاسة عام 2024.
يقول إدوارد فولي، أستاذ القانون في جامعة ولاية أوهايو، إن مهمة الكونغرس ليست القول بتزوير الانتخابات من عدمه، ولكن تأكيد أن النتائج الواردة هي التي أقرها كل حاكم من حكام الولايات.
ويقول جويل غولدشتاين، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة سانت لويس: "أعتقد أن نائب الرئيس لا يمكنه فعل الكثير. لكن أحد الأشياء التي يمكن أن يفعلها نائب الرئيس هو المساعدة في توحيد البلاد وتأكيد حقيقة أننا ملتزمون بسيادة القانون في دولة ديمقراطية، إذا خسِرتَ فيها، تقر بذلك وتواصل طريقك".