في جو استثنائي، ووسط إجراءات مشددة فرضتها جائحة كورونا، بدأت احتفالات أعياد الميلاد المسيحية، مساء الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، في عدد من العواصم والمدن العربية، للطوائف التي تسير حسب التقويم الغربي.
وجاءت أبرز الاحتفالات في فلسطين، لا سيما بـ"مهد المسيح" في مدينة بيت لحم، إضافة إلى لبنان، والعراق، والكويت، ومصر، وتونس، والجزائر.
وكانت العديد من الدول قد فرضت إجراءات مشددة لمواجهة كورونا، بينها منع الاحتفالات أو اقتصارها على أماكن وأعداد معينة.
وأقامت طوائف مسيحية، منها الكاثوليك، مساء الخميس، قداسا لعيد الميلاد تماشياً مع التقويم الغربي، بينما ينتظر الأرثوذكس إقامة القداس ليلة 7 يناير/كانون الثاني، وفق التقويم الشرقي.
وكان لافتاً في تلك الاحتفالات اقتصارها هذا العام على عدد قليل من المحتفلين، في الوقت الذي حضرت فيه المراسم والتقاليد الشهيرة التي من أبرزها شجرة عيد الميلاد الرمز الرئيسي لهذه الأعياد.
عيد ميلاد حزين
في بيت لحم الذي عادة ما يجتذب الآلاف كل عام، كان جلياً تأثير كورونا على احتفالات الميلاد في المدينة المعروفة بـ"مهد المسيح"، بالضفة الغربية المحتلة.
ورغم حضور شجرة الميلاد، وتزيين ساحة كنيسة "المهد"، بدت الاحتفالات باهتة وخالية من الحضور، بسبب حالة الإغلاق، وإجراءات الوقاية المتخذة من قبل الحكومة الفلسطينية.
وبدت ساحة الكنيسة خالية من الزوار، حيث فرض الأمن الفلسطيني إغلاقاً في محيطها. واقتصر الحضور على عدد محدود من رجال الدين.
وعلى عكس الأعوام السابقة، لن تشهد بيروت احتفالات مركزية في الساحات العامة بمناسبة عيد رأس السنة هذا العام، بسبب جائحة كورونا.
كما أقام مسيحيو العراق قداس عيد الميلاد في الكنائس بكافة أرجاء البلاد، واقتصرت الاحتفالات هذا العام على الاحتفال بالكنائس، باعتبار أن السلطات تحظر إقامة التجمعات الاحتفالية الكبيرة، ضمن تدابير الوقاية من كورونا.
وانتشرت مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد في عدد من شوارع بغداد والمناطق الأخرى التي ينتشر فيها المسيحيون، لا سيما إقليم كردستان شمالي العراق، من خلال نصب أشجار عيد الميلاد وزينتها المعتادة.
وفي السياق ذاته، استعدت السلطات الكويتية لأعياد الميلاد بإعلان مجلس الوزراء إغلاق دور العبادة المسيحية ومنع التجمعات.
وتحتفل كنائس الطوائف المسيحية بعيد الميلاد في مصر، وسط إجراءات احترازية خشية الموجة الثانية لفيروس كورونا.
واتفقت كنائس الأرثوذكس أو الروم الأرثوذكس والكاثوليك والإنجليكانيين، في بيانات منفصلة، على إجراءات عدة، بينها أداء القداسات بحضور نسبة 25% من سعة المقر الكنسي، والحجز المسبق، وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.
كما أعلنت كنائس رفض استقبال مهنئين بعيد الميلاد، والتي تعد عادة كل عام، وقررت أديرة شهيرة، مثل دير "الأنبا بيشوي" بوادي النطرون (شمال)، عدم استقبال زوار، بما فيهم الكهنة وأسرهم.
وسيتم بث الصلوات لمن لا يستطيع الحضور للكنيسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية المسيحية والمصرية.
وكذلك، احتفل عشرات من مسيحيي تونس، مساء الخميس، بعيد ميلاد السّيد المسيح في ظل تطويقٍ أمني مكثف وإجراءات وقائية بمحيط الكنيسة الكاثوليكية (كاتدرائية القديس فنسون دو بول) في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة.
وشهدت احتفالات مسيحيي الجزائر، مساء الخميس، إقامة صلوات القداس وتأدية أغانٍ تعبيراً عن قدوم عيد الميلاد، أو ما يعرف بتسميته الإنجليزية "الكريسماس"، وإشعال الشموع وتزيين أشجار داخل الكنيسة بالألوان والأضواء.
البابا فرنسيس يدعو إلى مساعدة الفقراء
وفي ذات السياق، دعا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى مساعدة الفقراء، قائلاً إنه "يتعين على الناس أن يشعروا بأنهم ملزمون بمساعدة المحتاجين، لأن السيد المسيح نفسه ولد فقيراً مبعداً".
وخلال ترؤسه قداساً عشية عيد الميلاد، ألقى الزعيم الروحي للكاثوليك، مساء الخميس، كلمة قال فيها إن "عيد الميلاد يجب أن يجعل الجميع يفكرون في ظلمنا تجاه الكثير من إخوتنا وأخواتنا، بدلاً من السعي وراء رغبتنا التي لا تنتهي في الحصول على الممتلكات والمتع الزائلة".
وأقيم القداس في جزء خلفي من كنيسة القديس بطرس بحضور أقل من 100 شخص وعدد قليل من الكرادلة والأساقفة، بسبب تفشي فيروس كورونا.
وسيلقي البابا فرنسيس، الجمعة، عظته "إلى المدينة والعالم" من قاعة داخل الفاتيكان، بدلاً من الشرفة المركزية لساحة القديس بطرس.