فتحت السلطات الصينية الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، تحقيقاً ضد مجموعة "علي بابا" العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت بشبهة قيامها "بممارسات احتكارية"، مما انعكس على أسهمها التي انخفضت بشكل حاد في بورصة هونغ كونغ.
وقالت السلطات الصينية، الخميس، إنها فتحت تحقيقاً ضد المجموعة العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت علي بابا بشبهة قيامها "بممارسات احتكارية"، مما أدى إلى تراجع أسهم الشركة بنسبة 3% عند بدء الجلسات، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
كما فرضت السلطات الصينية على المجموعة غرامة قدرها 500 ألف يوان (62 ألف يورو) لعدم إبلاغها عن عملية استحواذ تمت خلال الأسبوع الماضي.
فتح تحقيق وتعليق اكتتاب
وقد أعلنت "إدارة الدولة لتنظيم الأسواق" أنها اتصلت بمجموعة "آنت غروب" الرائدة عالمياً في مجال المدفوعات عبر الإنترنت، بشأن قضايا تتعلق بـ"الرقابة"، بعد أقل من شهرين من إلغاء بكين إدراج هذه الشركة المتفرعة عن "علي بابا" في البورصة في اللحظة الأخيرة.
فيما كان تعليق الاكتتاب العام الأول "لانت غروب" في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، مشيراً للاستغراب، قبل أن تتوضح ملامحه مع التحقيقات التي أعلن عنها اليوم.
بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد كان للنبأ وقع الصاعقة في عالم الأعمال الصيني، حيث يمثل "علي بابا" ورئيسها جاك بشخصيته القوية رمزاً للنجاح التكنولوجي في الدولة الآسيوية العملاقة.
يأتي ذلك بعد أيام من خطاب ألقاه جاك في شنغهاي وانتقد خلاله سلوك منظمي الأسواق الذين يشعرون بدورهم بالقلق بشأن قوة المجموعات التكنولوجية، وخصوصاً تدخلهم في قطاع الإقراض عبر الإنترنت بعيداً عن القواعد الاحترازية المفروضة على البنوك العامة.
ونقلت وسائل الإعلام الصينية هذه المخاوف محذرة من مخاطر حدوث اضطرابات مالية.
حيث كتبت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني أن التحقيق ضد "علي بابا" يشكل "خطوة مهمة لبلدنا لتعزيز الرقابة المناهضة للاحتكار في قطاع الإنترنت وتعزيز التنمية السليمة على الأمد الطويل للاقتصاد الرقمي".
"علي بابا" تشارك في اضطهاد الإيغور
كانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد قالت الأسبوع الماضي إن مجموعة "علي بابا" الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية طورت برنامجاً للتعرف على الوجه قادراً على تحديد أفراد الإيغور (الأقلية المسلمة التي تخضع لمراقبة دقيقة في شينغيانغ شمالي غرب البلاد).
لتنضم بذلك مجموعة علي بابا إلى مجموعة من الشركات الصينية التي طورت تطبيقات وبرامج خاصة لتتبع أقلية الإيغور المسلمة، بعد أن كشفت تقارير إعلامية أمريكية مؤخراً عن تطوير شركة هواوي لبرنامج خاص لكشف أفراد من أقلية الإيغور.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتبع فيه السلطات منذ سنوات سياسة أمنية مشددة في هذه المنطقة بعد العديد من الهجمات المميتة التي ارتكبت ضد مدنيين ونسبت إلى الإيغور "الانفصاليين" و"الإسلاميين".
بينما يتهم خبراء أجانب بكين باحتجاز ما لا يقل عن مليون مسلم في شينغيانغ داخل "معسكرات لإعادة التثقيف". إلا أن بكين تتحدث عن "مراكز تدريب مهني" تهدف إلى إبعاد السكان عن التطرف الديني.