كشف الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، أنه تواصل مع تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل خلال أسوأ أيام برنامج السيارة تيسلا مودل 3، لمناقشة إمكانية شراء أبل شركة تيسلا للسيارات الكهربائية مقابل "1/10 من القيمة الحالية…. رفض [كوك] عقد الاجتماع".
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن تعليقات مالك شركة تيسلا، إيلون ماسك، تأتي في أعقاب تقارير أشارت إلى أن شركة أبل تعمل على إنتاج سيارة كهربائية ذات تكنولوجيا بطاريات متطورة.
إيلون ماسك يستغرب من مشروع شركة أبل
في سلسلة من التغريدات، تساءل إيلون ماسك وآخرون حول طبيعة التكنولوجيا، بما في ذلك ما أُشير إليه في تقارير بأنه بطارية "أحادية الخلية" ذات تركيب كيميائي من الفوسفات والليثيوم والحديد، قال ماسك في إحدى التغريدات: "أمر غريب، إذا كان حقيقياً".
كما أضاف إيلون ماسك أن "تيسلا تستخدم بالفعل سيارات متوسطة المدى معتمدة على الحديد والفوسفات مصنَّعة في مصنعنا بشنغهاي. أي (بطارية) أحادية الخلية ستكون مستحيلة من الناحية الكهروكيميائية، نظراً إلى أن الحد الأقصى للجهد، وهو تقريباً 100 إكس، يكون منخفضاً للغاية. هل ربما كانوا يقصدون خلايا مرتبطة ببعضها، مثل حزمة بطاريتنا الهيكلية؟"
تقارب سابق لإنقاذ شركة تيسلا
لم يكن الكشف عن وجود تقارب بين إيلون ماسك وأبل شيئاً مفاجئاً. ففي عام 2013، عندما كان يبحث بين الخيارات لإنقاذ شركته في خضم مشكلات مع المبيعات الأولية، اتفق ماسك اتفاقاً مبدئياً على عقد صفقة مع صديقه لاري بايج، أحد مؤسسي شركة جوجل، لشراء تيسلا، وذلك بحسب السيرة الذاتية المنشورة في 2015 لإيلون ماسك.
إذ يذكر أشلي فانس في الكتاب أن الصفقة أُلغيت بعد أن آتت المبيعات الضخمة ثمارها.
فقد حصلت شركة إيلون ماسك تيسلا على مبيعات من السيارة تيسلا مودل إس تكفي لإنقاذها مالياً، ويُعزى جزء من هذا إلى إخراج ماسك موظفيه من مكاتبهم في أقسام التصميمات والهندسة والتمويل والأقسام الأخرى، من أجل حسم المبيعات، قائلاً لهم: "إذا لم نسلم هذه السيارات، سيُقضى علينا".
ما الذي كشفه مشروع أبل الجديد؟
من جهتها، نقلت وكالة رويترز، الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول، عن مصادر مطلعة قولها إن شركة أبل تمضي قدماً في تطوير سيارات ذاتية القيادة، وتسعى لبدء إنتاج سيارات في 2024 قد تضم تكنولوجيتها فائقة التطور في البطاريات.
إذ تُعرف خطة صناعة السيارات للشركة المصنعة لهواتف آيفون باسم المشروع تيتان، وتسير بشكل متقطع منذ 2014 عندما بدأت الشركة لأول مرة في تصميم سياراتها الخاصة من الصفر. وفي وقت ما تراجعت الشركة عن هذه المحاولة للتركيز على البرمجيات وإعادة تقييم أهدافها.
عاد دوج فيلد، المسؤول المخضرم في أبل، والذي عمل مع الشركة الأمريكية المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية "تيسلا موتورز"، للإشراف على المشروع في 2018، وقام بتسريح 190 من العاملين به في 2019.
منذ ذلك الحين أحرزت الشركة العملاقة للتكنولوجيا تقدماً كافياً كي تستهدف الآن تصنيع سيارات للمستهلكين، حسبما قال مصدران مطلعان طلبا عدم ذكر اسميهما لأن أبل لم تعلن خططها بعد.
تقنيات تكنولوجية جد متطورة
مصدر ثالث اطلع على تصميم بطارية أبل أوضح لـ"رويترز" أن التصميم الجديد للبطارية محوري في استراتيجية أبل، إذ قد يخفض "بشدة" تكلفة البطاريات، ويزيد المسافة التي تقطعها السيارة قبل الحاجة لتغيير البطارية. وامتنعت شركة أبل عن التعقيب على خططها بشأن منتجاتها المستقبلية.
فيما يمثل تصنيع سيارات تحدياً يتعلق بسلاسل الإمداد حتى بالنسبة لشركة أبل التي تجني مئات الملايين من الدولارات من المنتجات الإلكترونية سنوياً لكن لم يسبق لها صناعة سيارات.
لكن حتى الآن، لم يتضح مَن سيقوم بتجميع السيارات التي تحمل العلامة التجارية أبل، لكن مصادر ذكرت أنها تتوقع أن تعتمد الشركة على شريك تصنيع لصناعة سياراتها.
التأجيلات المرتبطة بجائحة كوفيد-19 قد ترجئ بدء الإنتاج إلى 2025 أو بعدها، بحسب المصادر المطلعة التي تحدثت لـ"رويترز".
يُشار إلى أن شركة "أبل" العملاقة للتكنولوجيا أصبحت الشركة الأمريكية الأولى التي تبلغ قيمتها نحو تريليوني دولار في سوق الأسهم.
شركة أبل هي شركة أمريكية متعددة الجنسيات تعمل على تصميم وتصنيع الإلكترونيات الاستهلاكية ومنتجات برامج الحاسوب. تشمل منتجات الشركة الأكثر شهرةً أجهزة حواسيب "ماكينتوش"، والجهاز الموسيقي "آي بود" (iPod)، والجهاز المحمول "آي فون" (iPhone).
وتدير الشركة أكثر من مئتين وخمسين متجراً من متاجر التجزئة في تسعة بلدان، ومتجراً على شبكة الإنترنت تباع عليه الأجهزة والمنتجات البرمجية.