قال علماء، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن السلالة الجديدة لكورونا التي تنتشر بسرعة في بريطانيا تحمل طفرات قد تعني أن الأطفال معرضون للإصابة بهذه السلالة مثل الكبار، خلافاً للسلالات السابقة للفيروس.
السلالة الجديدة لكورونا أسرع بالانتقال
العلماء هم من المجموعة الاستشارية للتهديدات الفيروسية الجديدة والناشئة للجهاز التنفسي، وهي جهة حكومية بريطانية تتابع السلالة الجديدة لكورونا، وفقاً لوكالة رويترز.
قال العلماء، في إيجاز للصحفيين عن أحدث النتائج، إن السلالة الجديدة لكورونا أصبحت سريعاً السلالة السائدة في جنوب بريطانيا، وإنها قد تنتشر سريعاً أيضاً في أرجاء البلاد.
من جانبه، قال بيتر هوربي، وهو أستاذ للأمراض المعدية الناشئة في جامعة أكسفورد ويرأس المجموعة الاستشارية: "لدينا الآن ثقة كبيرة في أن هذه السلالة لديها بالفعل صفة انتقال أكبر مقارنة بالسلالات الأخرى من الفيروس في المملكة المتحدة".
أما نيل فيرجسون، أستاذ وعالم الأوبئة والأمراض المعدية في لندن إمبريال كوليدج وعضو المجموعة الاستشارية، فقال: "هناك إشارة إلى أن لديها ميلاً أعلى لإصابة الأطفال"، مضيفاً: "لم نثبت أي نوع من السببية بخصوص ذلك، لكن يمكننا رؤية ذلك في البيانات، لا نزال بحاجة إلى جمع مزيد من البيانات لنرى كيف تتصرف".
بدورها قالت ويندي باركلي، وهي أستاذة أخرى في المجموعة الاستشارية ومتخصصة في علم الفيروسات في لندن إمبريال كوليدج، إن من بين الطفرات في السلالة الجديدة لكورونا تغيرات في طريقة دخولها الخلايا البشرية، التي قد تعني "أن الأطفال، ربما قد يكونون معرضين كذلك للإصابة بهذا الفيروس مثل البالغين".
مضت باركلي تقول: "بالتالي، من المتوقع أن نرى إصابة عدد أكبر من الأطفال" بفيروس كورونا جراء السلالة الجديدة للفيروس.
المعروف عن السلالة الجديدة لكورونا
تحمل السلالة الجديدة للفيروس طفرة تسمى "إن 501 واي" في بروتين "شويكة" فيروس كورونا، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها.
كان العلماء قد اكتشفوا السلالة الجديدة أول مرة لدى مريض في أيلول/سبتمبر، وفق ما أفادت به سوزان هوبكنز من هيئة الصحة العامة في بريطانيا لشبكة "سكاي نيوز".
هوبكنز أشارت أيضاً إلى أن العلماء اكتشفوا في تشرين الثاني/نوفمبر أن السلالة الجديدة مسؤولة عن مجموعة إصابات في كينت وتتفشى في لندن وإسيكس وأبلغوا الحكومة بالأمر في 11 كانون الأول/ديسمبر.
كذلك أوضح كبير مستشاري الحكومة العلميين باتريك فالانس يوم السبت الفائت أن السلالة الجديدة "تضم 23 تحوّراً مختلفاً" بما في ذلك الطريقة التي يرتبط الفيروس من خلالها بالخلايا البشرية ويدخل الخلايا، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
إلا أن المعلومات حول هذه السلالة الجديدة لا تزال مقلقة جداً، فوفقاً لما قاله البروفيسور بيتر أوبنشو المتخصص في جهاز المناعة في إمبريال كوليدج، فإن السلالة الجديدة "يبدو أنها أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 إلى 70%".
كذلك أشار المتخصص الفرنسي في علم الوراثة أكسل كان، على صفحته في فيس بوك، إلى أنه حتى الآن "تم رصد 300 ألف سلالة من كوف-2 في العالم".
في حين ذكر الدكتور جوليان تانغ من جامعة ليستر أن "هذه السلالة كانت تنتشر بشكل متقطع في وقت سابق من العام الحالي خارج المملكة المتحدة، في أستراليا بين حزيران/يونيو وتموز/يوليو، والولايات المتحدة في تموز/يوليو وفي البرازيل في نيسان/أبريل".
بدوره لفت البروفيسور جوليان هيسكوكس من جامعة ليفربول إلى أن "فيروسات كورونا تتحوّر طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة من سارس-كوف-2 الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات".
يُشار إلى أن عدة دول حول العالم أعلنت عن وقف رحلاتها الجوية مع بريطانيا مع اكتشاف السلالة الجديد لكورونا، وباتت المملكة المتحدة في عزلة بسبب ذلك، بينما يُخشى أن تكون السلالة وجدت طريقها إلى العديد من دول العالم، لا سيما بعد تأكيد منظمة الصحة العالمية أن السلالة الجديدة وصلت بالفعل لـ 3 دول غير بريطانيا، وهي: الدنمارك، وهولندا، وأستراليا.