أفادت وكالة Bloomberg الأمريكية، في تقرير لها، الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن إندونيسيا قد تحصل على مليارات الدولارات من التمويل الأمريكي الإضافي، إذا انضمت إلى مساعي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الهادفة إلى إقامة الدول الإسلامية علاقات مع إسرائيل، وذلك وفق ما نقله مسؤولون أمريكيون.
وتحاول واشنطن إغراء العديد من البلدان العربية والإسلامية بواسطة تحفيزات مالية وسياسية من أجر ركوب قطار التطبيع مع إسرائيل، وهو الأمر الذي تحقق فعلاً مع بلدان الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
المال جاهز
آدم بوهلر، الرئيس التنفيذي لشركة تمويل التنمية الدولية للولايات المتحدة، قال في مقابلة يوم الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول، في فندق King David بالقدس، إن المؤسسة، وهي وكالة حكومية تستثمر في الخارج، قد تُضاعف محفظتها الحالية البالغة مليار دولار إذا طوَّرت إندونيسيا علاقات مع إسرائيل.
المتحدث نفسه صرَّح قائلاً: "نحن نتحدث معهم في هذا الموضوع، وإذا كانوا مستعدين فالمال جاهز، وإذا كانوا مستعدين فسنكون سعداء لتقديم دعم مالي أكثر مما نقدمه حالياً". وقال إنه لن يتفاجأ إذا زاد تمويل منظمته لإندونيسيا، أكبر دولة ذات غالبية مسلمة في العالم، بمقدار "مليار أو ملياري دولار إضافية".
في السياق نفسه، كان قادة أمريكيون وإسرائيليون قد صرحوا بأنهم يتوقعون انضمام المزيد من الدول إلى موجة التطبيع مع إسرائيل، التي أُعلن عنها في الأشهر القليلة الماضية، وشملت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب.
فيما تأمل الولايات المتحدة أيضاً في انضمام عُمان والمملكة العربية السعودية، بالرغم من أن بوهلر قال إن تمويل مؤسسته لهاتين الدولتين سيكون مقيداً؛ لأن المنظمة لا يُسمح لها بالاستثمار مباشرة في الدول ذات الدخل المرتفع.
مواجهة الصين
كان بوهلر في زيارة لإسرائيل ضمن وفد مع غاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه. وفي المغرب بعد ذلك قال بوهلر إنه سيعلن عن افتتاح أول فرع في شمال إفريقيا لـProsper Africa، وهي مبادرة لزيادة التجارة بين الولايات المتحدة وإفريقيا.
قال كذلك إن وكالته ستكون على الأرجح جزءاً من قرض مشترك يساعد في تمويل بيع إسرائيل لأكبر ميناء بحري لديها في مدينة حيفا الشمالية. وأبدت شركات أمريكية وشركة إماراتية اهتماماً بالمناقصة، وقال بوهلر إنه سينظر في العطاءات التي تشمل أمريكيين أو حلفاء مثل الإمارات.
ضمن صفقات التطبيع ساعد بوهلر في تأسيس صندوق أمريكي إسرائيلي إماراتي مشترك في مدينة القدس، للاستثمار في المنطقة برأس مال يبلغ 3 مليارات دولار.
من جهته، صرح أرييه لايتستون، رئيس الصندوق وكبير مستشاري السفارة الأمريكية، أن الولايات المتحدة حتى الآن تبذل الجهد الواجب نحو أكثر من 10 صفقات محتملة.
وبينما كان أولها خط أنابيب نفط في إسرائيل، قال بوهلر إنه جارٍ فحص مشاريع أخرى فيما تبحث الولايات المتحدة عن طرق لتوسيع صادرات الغاز الطبيعي من البلاد إلى دول آسيا الوسطى أو أوروبا؛ للمساعدة في مواجهة النفوذ الروسي والصيني. وتابع بوهلر أنها "مساحة مثيرة للاهتمام، وسوق لا تنشط فيه الولايات المتحدة كثيراً".
وفي أماكن أخرى من العالم، اعتبر بوهلر أن الأولوية قبل تنحي إدارة ترامب في الشهر المقبل هي مساعدة دول أمريكا اللاتينية، التي تدين للصين بمليارات الدولارات مقابل مشاريع البنية التحتية، في إعادة تمويل ديونها.
وصلت أول رحلة طيران تجارية من إسرائيل إلى المغرب، الثلاثاء، بحسب مسؤول مغربي.
مسؤول بالخارجية المغربية -مفضلاً عدم ذكر اسمه- قال لوكالة "الأناضول" للأنباء، إن "الطائرة حطت بمطار العاصمة المغربية الرباط"، دون ذكر تفاصيل أخرى.
من أعضاء الوفد المرافق للطائرة التجارية مستشار الرئيس الأمريكي صهره، جاريد كوشنير، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.
كما تعود الطائرة لشركة "إل عال" الإسرائيلية، وتم تزيينها بعلمَي إسرائيل والمغرب، وكُتب عليهما كلمة "سلام" باللغات العبرية والعربية والإنجليزية.
من جانبه، وصف حساب "إسرائيل بالعربية" على تويتر التابع لوزارة الخارجية الرحلة بـ"التاريخية"، وقال إنها "مهمة للغاية وستسرع من وتيرة توطيد العلاقات بين إسرائيل والمغرب".
أما هيئة البث الإسرائيلية الرسمية فقد قالت إن الوفد سيوقع على "سلسلة اتفاقات ثنائية تجسيداً لما اتفق عليه من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين القدس والرباط".
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول، أن بن شبات سيلتقي خلال الزيارة العاهل المغربي محمد السادس.
فيما قال كوشنر في تصريحات سابقة، إن الزيارة "ستخلق فرصاً جديدة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا".