يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البحث عن سبيل لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، قبل شهر من نهاية ولايته في البيت الأبيض، على الرغم من تأكد فوز جو بايدن، وبات الرئيس والمقربون منه غير مترددين في طرح أفكار جريئة كي يبقى ترامب رئيساً.
ترامب يناقش أفكاراً خطرة
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إنه مع تزايد الضغط على الرئيس والدائرة القريبة المحيطة به، فقد باتوا يناقشون أفكاراً تداعياتها ستكون سلبية على أمريكا، على غرار فرض القانون العرفي.
وسائل إعلام أمريكية أكدت أن خيار اللجوء للقانون العرفي نوقش خلال اجتماع يوم الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، ما أثار انتقادات واسعة في صفوف النخبة السياسية، رغم نشر ترامب نفياً مقتضباً في تويتر.
كذلك يجري تداول فكرة منح الجيش السلطة التنفيذية والقضائية منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر في دوائر مؤيدي ترامب الأكثر حماساً له، ما سيسمح وفقاً لهم بتكليف المؤسسة العسكرية بتنظيم اقتراع رئاسي جديد.
لم تستعمل الحكومة الفيدرالية القانون العرفي منذ الحرب العالمية الثانية، ووفق دراسة أجراها "مركز برينان للعدالة" نُشرت في آب/أغسطس 2020، يتطلب ذلك حصول ترامب على موافقة من الكونغرس.
إلا أن السيناتور الجمهوري ميت رومني قال على شاشة CNN، أمس الأحد، إن "هذا لن يحصل"، وبالتالي "لن يحقق كل ذلك أي نتيجة".
وسائل إعلام أمريكية قالت أيضاً إنه جرت يوم الجمعة الفائت مناقشة سنّ مرسوم رئاسي لمصادرة جميع أجهزة التصويت لفحصها، وهي تمثل أدوات تزوير واسع النطاق وفق فريق ترامب، دون أن يقدم دليلاً.
إلا أنه مع تراجع هامش تحركه، يعول الرئيس إعلامياً على عدد متقلص من الموالين له ووسائل إعلام شديدة المحافظة.
ترامب يرفض الهزيمة
ورغم تصويت كبار الناخبين الذي أكد فوز الديمقراطي جو بايدن، وفشل الجهود القضائية التي قام بها معسكر ترامب لإدانة مخالفات شهدها الاقتراع، يرفض الرئيس والمستثمر العقاري السابق الاستسلام.
في هذا السياق، قلَّلت المتحدثة باسمه كايلي ماكيناني من أهمية تصويت كبار الناخبين الذي لا يمثل وفقاً لها سوى "خطوة في المسار الدستوري"، وذكّرت أنه لم يتم البتّ بعد في كل القضايا المرفوعة أمام القضاء.
موقف ترامب المتصلب، يأتي بينما أقرت شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري على رأسها زعيمهم في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل هذا الأسبوع بهزيمة ترامب، رغم وجود تحفظ واسع في أوساطهم.
فبخلاف ميت رومني، لم يُدِن أي نائب محافظ بارز فكرة اللجوء إلى القانون العرفي، واعتبر النائب الجمهوري في مجلس نواب مينيسوتا بات غارافولو أن "كل نائب أو مرشح جمهوري يلتزم الصمت حول الموضوع لا يستحق أن يكون مسؤولاً".
أما رومني فقال يوم الأحد الفائت إن "الرئيس يمكن أن يحول آخر فصول ولايته إلى نصر مع وصول اللقاح ضد كوفيد-19 عوض الطعن في نتائج الاقتراع"، واعتبر أن ما يحصل "محزن حقاً ومحرِج".
رفض بين الجمهوريين
بدورها قالت صحيفة The New York Times إن "أغلب مستشاري الرئيس رفضوا فوراً فكرة فرض القانون العرفي"، كما رفض كثيرون منهم أيضاً مقترحاً آخر للرئيس، وهو تسمية المحامية المثيرة للجدل سيدني باول مدعية خاصة مكلفة بالتحقيق في وجود إخلالات انتخابية مستقبلاً.
فمنذ أسابيع، تؤكد هذه المدعية الفيدرالية السابقة البالغة 65 عاماً أنها كشفت مؤامرة عالمية لإفشال دونالد ترامب، دون أن تقدم أي دليل، وبعد تعاونها مع فريق محامي الرئيس، جرى إبعادها.
وصار ترامب يلجأ إلى نظريات مؤامرة تنشرها مواقع على غرار "ذي غاتواي بانديت" الذي أعاد نشر إحدى تغريداته الأحد الفائت، ويواصل أيضاً تعبئة قاعدة مسانديه الذين ما زال كثير منهم يعتقدون في إمكانية قلب الطاولة، وفق ما تظهر أنشطتهم في شبكات التواصل الاجتماعي.
من جهته، يرفض معسكر بايدن الخوض في ما يعتبره جدلاً عقيماً، وصرحت مسؤولة الإعلام المستقبلية للرئيس الديمقراطي جين بساكي على تلفزيون "فوكس نيوز" أنه "تجري كثير من الأمور في البلاد (…) تشغلنا عن القلق لما يحدث في المكتب البيضاوي".
فيما علق مستشار الأمن القومي السابق للرئيس جون بولتون بأن البعض يقولون إن "سلوك ترامب يسوء مع اقتراب 20 كانون الثاني/يناير"، لكن "ذلك خاطئ، سلوكه هو نفسه ويتكرر بلا نهاية".