نقل موقع Deutsche Welle الألماني في تقرير نشره يوم السبت 19 ديسمبر/كانون الأول 2020 اتهامات وجهها وزير التنمية الألماني غيرد مولر لأوروبا بتجاهل المهاجرين، وخاصة الأطفال، المعرضين لظروف الشتاء الصعبة في مخيم كارا تيبي المُقام حديثاً في جزيرة لسبوس اليونانية، مشيراً إلى أن الظروف التي يعيشها اللاجئون مروعة.
الوزير الألماني واصل انتقاداته للمخيمات الجديدة بعد أن دمر حريق سبتمبر/أيلول 2020 مخيم موريا الذي تعرض لانتقادات كثيرة. وقال مولر إن مخيم كارا تيبي ليس أفضل حالاً على ما يبدو، على حد قوله.
وزير ألماني ينتقد مخيمات أطفال المهاجرين في اليونان
كانت وكالة الأنباء اليونانية الرسمية قالت إن النيران اشتعلت في مخيم موريا إثر تمرد بعض طالبي اللجوء على قرار عزلهم، بعدما تبينت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، أو من المقربين من شخص جاءت نتيجته إيجابية، تفادياً لانتشار الوباء في مخيم موريا المكتظ.
فرق الإطفاء ذكرت ساعتها أن المخيم دُمر كلياً تقريباً، وحالياً "لا ضحايا بل جرحى أصيبوا بمشاكل تنفسية جراء الدخان"، فيما شوهدت النيران مشتعلة في كل المخيم تقريباً، في داخله وفي الخيام الموجودة في الخارج وحتى في حقل الزيتون، بحسب الوكالة الفرنسية.
كان عدد كبير من طالبي اللجوء يفرون سيراً على الأقدام ليلاً إلى ميناء ميتيلين، إلا أن سيارات قوات الأمن قطعت عليهم الطريق، ولجأ آخرون إلى التلال القريبة من المخيم.
تطعيم الأطفال ضد التيتانوس
في المقابل قال الوزير الألماني إن منظمة أطباء بلا حدود بدأت تطعيم الأطفال ضد التيتانوس لأنهم يتعرضون لعضات الجرذان في هذه الخيام الرطبة، حسب وصفه، وأشار إلى أن أصعب أسابيع الشتاء ما زالت تنتظر 7,300 مهاجر داخل الخيام.
ومع مقارنة الأوضاع مع مناطق قام الوزير الألماني بزيارتها مثل العراق وجنوب السودان، قال إنه لم يجد أسوأ مما عليه الوضع في لسبوس.
في المقابل فقد تشرد آلاف اللاجئين جراء حريق هائل اندلع في 9 سبتمبر/أيلول 2020 في مخيم "موريا"، الذي يعد أكبر مخيمات طالبي اللجوء في البلاد.
فيما يضم "موريا" نحو 13 ألف طالب لجوء، وانتقدت منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية مراراً وضع المخيم، مشيرة إلى الاكتظاظ والظروف غير الإنسانية فيه.
عقب الحريق نقلت السلطات اليونانية اللاجئين من "موريا" إلى مخيم "قره تبة" المؤقت.
مهرجان يرصد معاناة اللاجئين
في شأن ذي صلة شهد مهرجان أيام قرطاج السينمائية بدورته الحادية والثلاثين، السبت، عرض فيلم "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية. وتروي أحداث الفيلم معاناة اللاجئين السوريين، بداية من خروجهم من بلادهم وخلال رحلة بعضهم في اللجوء إلى أوروبا، وحتى بعد الوصول، وما يتخلل ذلك من استغلال جسدي ومادي وممارسات عنصرية تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان.
حصل الفيلم على العديد من الجوائز الإقليمية والدولية، بينها جوائز في مهرجان البندقية السينمائي، ومهرجان السينما المتوسطية بمدينة باستيا الفرنسية. ورشحت تونس الفيلم للمنافسة على جائزة مهرجان أوسكار في دورته الـ93 المقرّرة في هوليوود بمدينة لوس أنجلوس في 25 إبريل/نيسان 2021.
قصة الفيلم، كتبتها وأخرجتها التونسية كوثر بن هنية، وهو من بطولة الفنانة العالمية مونيكا بيلوتشي والممثلين السوريين يحيى مهايني وديا إليان، ولحّن الموسيقى التصويرية الفنان التونسي أمين بوحافة.
في حديثها للأناضول، قالت كوثر بن هنية، إنها أرادت عبر الفيلم معالجة مسألة حرية التنقل التي يعاني منها اللاجئون السوريون وغيرهم من الذين ينتمون للعالم الثالث ويتم منعهم من السفر لمجرد أنهم يمتلكون جواز سفر دولة بعينها. وأضافت أن هذا الوضع يجعل أي شخص إما أن يوافق على أي عقد عمل، أو أن يضطر إلى قبول أي عرض غريب من نوعه حتى لو كان يُخسره كرامته.
يُشار إلى أن اليونان أصبحت بوابة رئيسية إلى أوروبا عامي 2015 و2016 حتى تم التوصل إلى اتفاق لوقف تدفق المهاجرين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.