قال موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن باكستان التي تمر بضائقة مالية أعادت دفعة ثانية قيمتها مليار دولار، من قرض ميسّر بقيمة 3 مليارات دولار إلى المملكة العربية السعودية، وإن إسلام أباد تنوي التوجه إلى الصين لمساعدتها في سداد الباقي.
ديون سعودية
كانت صحيفة "The Financial Times" البريطانية قد ذكرت نقلاً عن مصادر مطلعة في 14 أغسطس/آب 2020، أن الرياض طلبت من إسلام آباد سداد مليار دولار كدفعة من قرض بقيمة 3 مليارات قبل موعد الاستحقاق المتفق عليه.
أشارت الصحيفة حينها إلى أن خلافاً دبلوماسية حدث بين السعودية وباكستان بشأن طلب الرياض، كما أن المملكة خرقت الأعراف الدبلوماسية مطلع هذا العام وألزمت إسلام أباد بسداد القرض، بعد توجيه وزير الخارجية الباكستاني اللوم للسعودية لامتناعها عن انتقاد الحملة الهندية القمعية في كشمير.
على إثر ذلك أرسلت إسلام آباد قائد جيشها الجنرال قمر جاويد باجوا إلى السعودية في أغسطس/آب لحل هذا الخلاف الدبلوماسي، لكنه لقي تجاهلاً ولم يتمكن من لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
كذلك أشارت تقارير العام الماضي إلى أن السعودية أجبرت باكستان على الامتناع عن المشاركة في قمة إسلامية وُصفت بأنها معادية لمنظمة التعاون الإسلامي.
باكستان تتجه للصين
رُغم سداد مليار دولار من القرض، فإن إسلام آباد التي لديها 13.3 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية في البنك المركزي، قد تواجه مشكلات في سداد الدفعة التالية من القرض السعودي، بحسب ما ذكره موقع dawn.
وقال مسؤولون باكستانيون لوكالة رويترز إن بلادهم تعتزم إعادة مليار دولار أخرى بمساعدة الصين، ونقلت الوكالة أيضاً عن مسؤول آخر في باكستان، قوله: "الصين ستقف إلى جانبنا".
بدوره، قال مسؤول بوزارة المالية إن البنك المركزي الباكستاني يجري محادثات مع البنوك التجارية الصينية. وأشار إلى أن خيار مقايضة الديون مطروح أيضاً على الطاولة.
المسؤول المالي أضاف أن إسلام آباد "أرسلت مليار دولار إلى السعودية"، مشيراً إلى أنهم يخططون لإرسال مليار دولار آخر في الشهر المقبل. وقد تم سداد المليار دولار الأول في يوليو/تموز.
من جانبها، أبدت واشنطن مخاوفها من تحول باكستان إلى الصين، خشية وقوعها في فخ الديون، لا سيما أنه في عام 2018، سلَّمت سريلانكا ميناءها هامبانتوتا إلى الصين بعد فشلها في سداد القروض الصينية لبنائه.
خلاف السعودية وباكستان
كان التوتر في علاقات المملكة وإسلام آباد قد بدأ على خلفية الخلاف بين إسلام آباد والهند حول إقليم كشمير، فقد تجاهلت السعودية مراراً دعوات رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان للتحرك رداً على قرار حكومة نيودلهي المفاجئ إلغاء الوضع الخاص لشطر إقليم كشمير الخاضع للإدارة الهندية في أغسطس/آب 2019.
عدم تحرك السعودية أجبر خان على حشد الدعم من الدول الإسلامية الأخرى، بما في ذلك تركيا وماليزيا، حيث قال محللون إنَّ امتناع السعودية عن التحرك في ملف كشمير، وكذلك عرقلتها محاولات إقناع منظمة التعاون الإسلامي ومقرها مكة بالتعليق على القضية، يرجع جزئياً إلى خوف الرياض من إغضاب الهند، أحد شركاء التجارة المهمين للمملكة.
إسلام آباد كانت قد هددت وأرسلت إنذاراً لمنظمة التعاون الإسلامي للدعوة إلى اجتماع وزاري بشأن كشمير وإلا ستعقد حكومتها اجتماعها الخاص للدول الإسلامية.
وبدأ النزاع على إقليم كشمير بين الهند وباكستان منذ نيلهما الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، ونشبت 3 حروب بينهما، في 1948 و1965 و1971، أسفرت عن مقتل قرابة 70 ألف شخص من الطرفين.
تُطلق إسلام آباد على الجزء الخاضع لسيطرتها من الإقليم "آزاد كشمير"، فيما تطلق نيودلهي على الشطر الذي تسيطر عليه من الإقليم "جامو وكشمير".