قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأوّل 2020، إنه توخى الحذر على نحو بالغ لعدم الإصابة بفيروس كورونا، ولكنها ربما "لحظة من الإهمال أو الحظّ السيئ"، في الوقت الذي وثَّقت فيه مصادر صحفية عدم التزام ماكرون بالإرشادات العامة خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي مقطع فيديو سجّله لنفسه عبر الهاتف النقال ونشره عبر تويتر الجمعة، قال الرئيس الفرنسي: "أنا بحالٍ جيدة، ولدّي نفس الأعراض التي انتابتني بالأمس، وهي الإرهاق، والصداع، والسعال الجاف".
أضاف ماكرون في حديثه: "أنا محميّ للغاية، وأتوخّى الحذر على نحو بالغ، وألتزم بقواعد التباعد الجسدي، وأرتدي الكمامة، وأستخدم المطهّر الكحولي بانتظام. ورغم ذلك أُصبت بالفيروس. لعلّها كانت لحظة من الإهمال أو لحظة حظّ سيئ".
ويخالف هذا المقطع العُرف الذي اتُّبع لعقود بشأن سرّية الحالة الصحّية للرؤساء الفرنسيين الذين نادراً ما تُنشر تقارير تاريخهم المرضي أو متاعبهم الصحّية على الملأ، بحسب ما أشارت صحيفة New York Times الأمريكية الجمعة.
كان الرئيس الفرنسي، الذي يلتزم بالعزل الذاتي إبان إصابته في مقرٍ رئاسي رسمي في فرساي، وسط مدينة باريس، مُرتدياً سترة برقبة مرتفعة ذات لون أسود، ويقف في مكتب به طاولة وعلما فرنسا والاتحاد الأوروبي من ورائه.
ولم تبدُ علامات المرض بوضوح على الرئيس، إذ لم تظهر عليه إشارات صعوبة التنفّس، لكنّه بدا أقل نشاطاً ويتكلّم أبطأ من المعتاد. وقال إنه يواصل إدارة الأمور اليومية المهمّة، لكنّه أقرّ بأنه "أبطأ وتيرة أعماله قليلاً بسبب الفيروس".
فيما قال إيمانويل ماكرون إنه سيُقدّم تحديثات يومية بشأن حالته، مؤكداً أنه: "لا يوجد ما يشير عادة إلى أن الحالة ستسوء، لكنني أخضع للمتابعة الطبّية عن كثب، وسأحيطكم علماً بما يطرأ بشفافية كاملة".
وأضاف مُحذّراً بلاده التي سجّلت أكثر من 18,000 حالة عدوى جديدة يوم الخميس 17 ديسمبر/كانون الأوّل: "علينا أن نظل متيقظّين".
ولم يصرّح الرئيس ماكرون بالسبب المحتمل لإصابته بالعدوى، إلا أن مسؤولين فرنسيين يرجّحون احتمالية تعرّضه للفيروس خلال اجتماع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي في بروكسل.
إيمانويل ماكرون لم يلتزم بالإرشادات العامة
وفي الوقت الذي ادعى فيه الرئيس الفرنسي أنه كان حذراً في التعامل مع مسببات الإصابة بفيروس كورونا، قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة، إن البعض في فرنسا يعتبر تصرفات ماكرون قبل تشخيصه نموذجاً سيئاً، حيث تم التقاطه بالكاميرا في في الأيام الأخيرة وهو ينتهك الإرشادات العامة.
بحسب الصحيفة، فقد صافح إيمانويل ماكرون أنجيل جوريا رئيسة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في اجتماع الإثنين، وكلاهما ملثمان لكن مكتب ماكرون أقر الجمعة بأن هذه الخطوة كانت "خطأ".
كما أمضى ماكرون الأسبوع الماضي يومين في مفاوضات مكثفة في قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل مع زعماء 26 دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي. وأظهرت مقتطفات فيديو نشرها الاتحاد الأوروبي الزعماء منتشرين في دائرة في غرفة اجتماعات ضخمة. لم يكن ماكرون ومعظم القادة الآخرين يرتدون قناعات طبية.
كذلك استضاف إيمانويل ماكرون أو شارك في عدة وجبات جماعية كبيرة في الأيام التي سبقت اختبار فيروس كورونا الذي أثبت إصابته الخميس، بما في ذلك مع أعضاء حزبه الوسطي وسياسيين منافسين.
قادة أوروبا خائفون من العدوى
وحسب تصريحات حكومية الجمعة، تأكّدت إصابة رئيس الوزراء السلوفاكي إيغور ماتوفيتش، الذي حضر اجتماع الاتحاد الأوروبي، بالفيروس. ولم تُذكر المزيد من التفاصيل بهذا الصدد.
فيما يتخذ بعض المسؤولين الآخرين الذين كانوا على مقربة من إيمانويل ماكرون احتياطات إضافية، إذ علّق رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي تناول الغداء مع ماكرون الإثنين، أنشطته الرسمية حتى 24 ديسمبر/كانون الأوّل.
وخطط رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا، الذي تناول الغداء مع ماكرون يوم الثلاثاء، للخضوع للحجر الصحي وإجراء الفحوصات اللازمة، كما قال متحدث باسم تشارلز ميشيل، المسؤول البارز في الاتحاد الأوروبي، إنه قد التزم بالحجر الصحي بعد اجتماعه مع ماكرون الإثنين.