قرر عدد من الزعماء الأوروبيين، الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول 2020، الخضوع للفحوصات الخاصة بكشف الإصابة بفيروس كورونا، أو الدخول في عزل ذاتي اختياري، وذلك بعد تأكد إصابة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالفيروس.
هذا الأمر جاء بعد أن حضر ماكرون قمة أوروبية، الأسبوع الماضي، التقى خلالها بعدد من زعماء الاتحاد الأوروبي لمناقشة ميزانية التكتل وملف التغير المناخي وخلافات مع تركيا.
من ميركل إلى السيسي
إذ اجتمع ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي وآخرين في البداية في قاعة القمة وكانوا يتواصلون مع بعضهم البعض والكمامات على وجوههم لكنهم أزالوها بمجرد جلوسهم لبدء المحادثات وأبقوا على مسافة تباعد فيما بينهم حول المائدة. وقال المسؤولون الألمان إن ميركل وضعت كمامة خلال القمة والتزمت بقواعد كوفيد-19.
في هذا السياق، قالت الحكومة الألمانية إن نتائج اختبارات ميركل للفيروس جاءت سلبية.
وتضمن جدول أعماله الأسبوع الماضي عشاء خاصاً أقامه هو وزوجته للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، منحه خلاله وسام جوقة الشرف.
فيما لم يعلن الرئيس المصري فيما إن كان سيخضع لعزل ذاتي أم فحوصات كورونا أم لا، مكتفيا بتمني الشفاء العاجل لماكرون، خلال تغريدة له على حسابه الرسمي على "فيسبوك".
كما تناول ماكرون الغداء، الإثنين 14 ديسمبر/كانون الأول، مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسالوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث ورئيس منظمة التعاون والتنمية أنجيل جوريا الذي يبلغ السبعين من عمره. بالإضافة إلى عقده محادثات مع رئيس وزراء البرتغال أنطونيو كوستا أمس الأربعاء.
من جانبه، ذكر مكتب سانتشيث أن نتائج فحصه جاءت سلبية لكنه سيخضع نفسه للعزل الذاتي حتى 24 ديسمبر/كانون الأول.
فيما أظهرت الفحوص أيضاً عدم إصابة رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن بالفيروس.
كما قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل بدأ عزلاً ذاتياً كإجراء احترازي.
في البرتغال أيضاً ذكر مكتب رئيس وزراء البرتغال أن كوستا يخضع لعزل ذاتي رغم عدم ظهور أي أعراض عليه وأنه ينتظر حالياً نتيجة فحص أجري له.
وفي فرنسا أيضاً قال مكتب رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إنه سيقوم أيضاً بعزل نفسه بعد أن خالط ماكرون خلال الأيام القليلة الماضية رغم أن نتيجة فحصه جاءت سلبية.
ويخضع زعماء الأحزاب السياسية في الجمعية الوطنية للعزل الذاتي أيضاً، إذ تناولوا الغداء مع ماكرون هذا الأسبوع.
إصابة ماكرون
مكتب الرئيس الفرنسي قال إن الفحوص أثبتت إصابته بفيروس كورونا المستجد، وذكرت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون، 42 عاماً، يدير البلاد عن بُعد بعد خضوعه للحجر الصحي في قصر الإليزيه.
في وقت مبكر من المساء، تحدث إلى مؤتمر عن سياسة المساعدات الخارجية الفرنسية عبر رابط فيديو وهو واضع كمامة.
فيما جاءت نتيجة فحوص زوجته بريجيت سلبية ولكنها تعزل نفسها أيضاً.
وقال مكتب ماكرون في بيان "جرى تشخيص إصابة رئيس الجمهورية بكوفيد-19 اليوم.. هذا التشخيص جاء بعد إجراء فحص تفاعل البلمرة المتسلسل (بي.سي.آر) عقب ظهور أول أعراض".
وقال مكتب ماكرون إن كل زيارات الرئيس ألغيت ومنها زيارة إلى لبنان في 22 ديسمبر/كانون الأول. ولم يفصح مكتب الرئاسة عن تفاصيل تتعلق بحالة ماكرون الصحية أو الأعراض التي ظهرت عليه.
كما دفعت إصابة ماكرون بالفيروس زعماء آخرين للخضوع لفحوص.
أعراض طفيفة
أصيب ماكرون في الوقت الذي تقترب فيه المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من نقطة الأزمة، إذ قالت فرنسا إنها تفضل استخدام حق النقض ضد اتفاق سيئ بدلاً من التضحية بصياديها.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بعث أطيب تمنياته إلى الرئيس الفرنسي اليوم الخميس بعد إعلان النبأ.
إذ قال على تويتر "يؤسفني سماع الأنباء عن إصابة صديقي ماكرون بفيروس كورونا. نتمنى جميعاً لك الشفاء العاجل". كما نشر الرسالة نفسها باللغة الفرنسية.
جونسون كان قد أصيب هو الآخر بـ بكوفيد-19 في مارس/آذار ومرض بشدة. وحاول أن يتغلب على المرض لكنه انتهى به المطاف في العناية المركزة.
يقول مساعدو ماكرون إن صحته جيدة ويمارس الرياضة بانتظام ولا يدخن.
جدير ذكره أن فرنسا لديها واحد من أعلى معدلات الوفاة الناجمة عن كوفيد-19 في غرب أوروبا، وأودى المرض بحياة ما يقرب من 60 ألفاً فيها.
وجاءت نتائج الفحوص التي أجريت لماكرون بعد يومين فقط من تخفيف فرنسا إجراءاتها لكبح موجة ثانية من فيروس كورونا، إذ فرضت حظر التجول بدلاً من الإغلاق العام.
فما قالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون وفريقه يحاولون معرفة مكان وكيفية إصابته بالفيروس.