أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، السبت 12 ديسمبر/كانون الأول 2020، اعتمادها خريطة جديدة للمغرب تضم إقليم الصحراء، بعد اعترافها بسيادة المملكة على الإقليم، وذلك في تصريحات صحفية للسفير الأمريكي لدى المغرب ديفيد فيشر، على هامش مراسم توقيعه على الخريطة الجديدة في مقر السفارة بالعاصمة الرباط.
الإعلان الأمريكي تزامن مع تصريح للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، قال فيه إنَّ حل قضية إقليم الصحراء "لا يعتمد على الاعتراف الفردي لأي دولة، وإنما على تنفيذ القرارات الأممية".
قرار أمريكي
السفير الأمريكي لدى المغرب قال إنه "تم اعتماد الخريطة الجديدة للمغرب بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، الاعتراف بسيادة المملكة على إقليم الصحراء".
كما أعرب عن سعادته بهذه الخطوة.
يُذكر أنه قبل اعتماد الخريطة الجديدة كانت واشنطن تعتمد خريطة للمغرب تتضمن علامة "خطأ" تفصل إقليم الصحراء عن بقية أراضي المملكة، في إشارة إلى أنها منطقة متنازع عليها.
ويأتي هذا المستجد، بعد أن اتفق المغرب وإسرائيل، بوساطة أمريكية، الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول، على استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية.
إثر ذلك، أعلن الرئيس ترامب اعتراف بلاده بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.
تصريح غوتيريش
جاء ذلك في مؤتمر صحفي على هامش قمة "طموح" المناخية، رد خلاله الأمين العام للأمم المتحدة على أسئلة الصحفيين حول إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.
إذ قال الأمين العام، إن "موقفنا في غاية الوضوح فيما يتعلق بالصحراء الغربية. كل شيء يبقى كما كان عليه الوضع من قبل".
كما أضاف: "إيجاد حل لملف الصحراء الغربية لا يعتمد على اعتراف فردي لأي دولة، وإنما يتوقف الأمر على تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي نحن الأوصياء عليها".
قرار أممي
وأحدث قرارات مجلس الأمن المتعلقة بإقليم الصحراء صدر في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
نص القرار على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الإقليم "مينورسو" لمدة عام، وحث جميع الأطراف على العمل لمساعدة البعثة في إيجاد حل سياسي واقعي للنزاع.
والخميس، اتفق المغرب وإسرائيل، بوساطة أمريكية، على استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية.
فيما أكد بيان للديوان الملكي المغربي، آنذاك، أن هذه الخطوة "لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة".
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم المتنازع عليه.
منذ 1975، يدور نزاع بين المغرب و"البوليساريو" حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.
وتحوَّل الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر "الكركرات" منطقة منزوعة السلاح.
ونهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت "البوليساريو" أنها لم تعد ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، وذلك عقب تحرك للجيش المغربي أنهى إغلاق معبر "الكركرات" من جانب موالين للجبهة، منذ 21 أكتوبر/تشرين اﻷول الماضي.