انتقد أعضاء ديمقراطيون بارزون من مجلس الشيوخ السعودية بسبب الحكم الصادر بحبس الطبيب والمواطن الأمريكي وليد فتيحي لمدة 6 سنوات بسبب اتهامات ذات دوافع سياسية، وطالبوا بـ"الإفراج الفوري" عنه ورفع حظر السفر عنه هو وعائلته، حسب ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
إذ قضت محكمة سعودية بالسجن 6 سنوات على الطبيب، وليد فتيحي، الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والسعودية، بعد أن وجهت له مجموعة من الاتهامات من بينها الحصول على الجنسية الأمريكية بشكل غير قانوني.
صدمة أمريكية بعد حبس الطبيب وليد فتيحي
موقع Middle East Eye البريطاني نقل الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن أعضاء مجلس الشيوخ، كريس مورفي وباتريك ليهي وبوب مينينديز وكريس فان هولين ورون وايدن، قولهم في بيان مشترك: "نشعر بالفزع لأنَّ وليد فتيحي حُكِم عليه بالسجن ستة أعوام من محكمة سعودية بتهم ذات دوافع سياسية".
إذ أكد المُشرِّعون أنَّ مسؤولي الولايات المتحدة، بمن في ذلك وزير الخارجية مايك بومبيو، كانوا يحثون المملكة على تحرير فتيحي، الذي يحمل الجنسية الأمريكية بجانب السعودية".
كما قالوا إنهم دعوا مراراً لإطلاق سراح فتيحي منذ اعتقاله في 2017، ودعموا مناشدات وزير الخارجية بومبيو المباشرة إلى السلطات السعودية لتسوية قضيته.
أضافوا أيضاً: "لسوء الحظ، تجاهلت الحكومة السعودية هذه المناشدات من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، بالرغم من تداعيات ذلك الواضحة على العلاقات السعودية-الأمريكية".
اعتقال الطبيب لأول مرة عام 2017
قُبِض على فتيحي، وهو طبيب يبلغ من العمر 56 عاماً تدرب في جامعة هارفارد ولديه عدد كبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، لأول مرة في عام 2017، ضمن حملة تطهير -بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- استهدفت العشرات من رجال الأعمال وأفراد العائلة المالكة.
حكمت عليه محكمة سعودية يوم الثلاثاء، 8 ديسمبر/كانون الأول. وشملت التهم الموجهة إليه الحصول على الجنسية الأمريكية دون موافقة المملكة. وفي مايو/أيار، بينما أُطلِق سراحه مؤقتاً في انتظار المحاكمة، قال فتيحي لجاكسون دييل، كاتب الأعمدة في صحيفة The Washington Post، إنَّ المحققين كانوا مهتمين في الغالب بسبب وجود ملايين المتابعين لديه على وسائل التواصل الاجتماعي.
نشاطه على مواقع التواصل أغضب السلطات السعودية
كان نشاط فتيحي على مواقع التواصل الاجتماعي غير سياسي بدرجة كبيرة، مع تغريدات بين الحين والآخر تدعم حرية التعبير عن الرأي والاحتجاجات العربية ضد الحكومات الأوتوقراطية.
إذ قال محاميه الأمريكي هوارد كوبر، لموقع Middle East Eye البريطاني، في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع: "الدكتور فتيحي معالج. وهو ليس شخصية سياسية. يجب أن يطالب قادتنا بالسماح له وعائلته بالحضور إلى الولايات المتحدة على الفور".
بدورها، أدانت منظمة Human Rights Watch سجن الطبيب السعودي-الأمريكي.
بينما قال آدم كوغل، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في Human Rights Watch، في بيان يوم الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول: "إنَّ سرعة توجيه السلطات السعودية للدكتور وليد فتيحي اتهامات واسعة النطاق يُظهِر أن الحكومة لا تنوي تخفيف حملتها القمعية على المنتقدين السلميين".
كما أضاف: "الرسالة المُوجَّهة إلى المواطنين السعوديين هي بوضوح أنَّ التعبير عن أية وجهة نظر تتعارض مع السياسة السعودية الداخلية أو الخارجية الرسمية ستؤدي مباشرة إلى السجن".
تعرض للتعذيب خلال فترة الاعتقال
بحسب عائلة الدكتور وليد فتيحي، تعرض للتعذيب بعد اعتقاله عام 2017، مثل العديد من المعتقلين الذين استُضِيفوا في البداية في فندق ريتز كارلتون في الرياض.
فيما وصف مجلس تحرير صحيفة The Washington Post، في افتتاحية يوم الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول، الحكم الصادر ضد فتيحي بأنه "إهانة" للولايات المتحدة و"ظلم فادح… لا ينبغي أن يمر دون رد".
كما جاء في الافتتاحية: "يُصوِّر السيد ترامب نفسه على أنه زعيم المعاملات، لكنه لم يسترد الكثير من الحاكم السعودي".
كما أشارت تقارير سابقة إلى أن فتيحي أُدخل المستشفى ما لا يقل عن 17 معتقلاً آخرين، مع الدكتور فتيحي، وتوفي شخص واحد على الأقل نتيجة الاعتداء أثناء الاحتجاز.
من يكون الطبيب وليد فتيحي؟
قبل اعتقاله في 2017، كان وليد فتيحي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمستشفى المركز الطبي الدولي في جدة بالمملكة العربية السعودية وهو صاحب فكرة إنشائه، والذي افتتحه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك بالتعاون مع كليفلاند كلينك الأمريكية.
وليد فتيحي له اهتمامات أدبية، إذ إنه كان يكتب في صحيفة "عكاظ" مقالات أسبوعية بعنوان "آفاق من الحياة"، وشغل منصب رئيس تحرير مجلة "صحتك" ربع السنوية التي كانت تصدر في المملكة العربية السعودية.
اشتهر فتيحي بتقديمه البرنامج التلفزيوني "ومحياي" على قناة "إم بي سي"، والذي يهدف إلى تغيير الأخطاء والسلوكيات والأفكار السيئة المنتشرة في المجتمعات العربية.
كان وليد فتيحي قد حصل على الجنسية الأمريكية في أثناء دراسته وممارسته الطب بالولايات المتحدة، ثم عاد إلى السعودية وأسس مستشفى خاصاً في جدة.
الطبيب فتيحي كان قد تم اقتياده من منزله في جدة في منتصف الليل في الشتاء الماضي، حيث تم جمع 200 من السعوديين الأثرياء واحتجازهم داخل فندق ريتز كارلتون في الرياض، وهو ما وصفه ولي العهد بأنه "قمع للفساد".