أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول 2020 حكماً على عضو بجماعة حزب الله مدان بالتآمر لقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في تفجير وقع عام 2005 بخمس عقوبات بالسجن المؤبد.
سليم جميل عياش أدين في أغسطس/آب الماضي بالقتل وارتكاب عمل إرهابي فيما يتعلق بمقتل الحريري و21 آخرين.
وجرت محاكمته غيابياً وهو لا يزال طليقاً، إذ رفض الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تسليمه مع ثلاثة متهمين آخرين تمت تبرئتهم في نهاية المطاف.
القاضي الأسترالي ديفيد ري قال أثناء قراءة قرار المحكمة: "كان الهجوم يهدف لإثارة الرعب في لبنان وهو ما حدث بالفعل… استقر في يقين هيئة المحكمة أنه ينبغي تطبيق أقصى عقوبة وهي السجن المؤبد عن كل من الجرائم الخمس على أن يجري تنفيذها في نفس التوقيت".
فيما قالت القاضية جانيت نوسورذي: "الجرائم التي ارتكبها السيد عياش بالغة الخطورة، كان له دور محوري في الهجوم"، وأضافت: "لبنان ديمقراطية برلمانية، وينبغي أن يجري عزل السياسيين والقادة فيه عن طريق صندوق الاقتراع وليس برصاصة أو قنبلة".
وأدى اغتيال الحريري إلى دخول لبنان في أسوأ أزماته منذ الحرب الأهلية التي دارت بين 1975 و1990 مما مهَّد الطريق لسنوات من المواجهة بين القوى السياسية المتناحرة.
وكان ممثلو الادعاء قد طالبوا بتطبيق عقوبة السجن المؤبد عن كل جريمة من الجرائم الخمس التي أدين بها عياش.
قضية اغتيال الحريري
ويُشار إلى أن المحكمة الخاصة بلبنان أدانت في الأشهر الماضية في جلستها المنعقدة بمدينة لاهاي الهولندية، المتهم سليم جميل عياش، بجميع التهم الموجهة إليه في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، بينما قضت ببراءة ثلاثة من المتهمين في نفس القضية.
قال القاضي ديفيد ري وهو يتلو ملخصاً للحكم الذي جاء في 2600 صفحة، إن سليم جميل عياش أدين بالقتل وارتكاب عمل إرهابي فيما يتصل بقتل الحريري و21 آخرين.
بينما قالت قاضية في المحكمة الخاصة بلبنان إن الادّعاء قدَّم أدلة غير كافية لإثبات زعم أساسي في دعواه ضد ثلاثة رجال متهمين بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005.
كما قالوا إن الادعاء أظهر أن المشتبه بهم استخدموا هواتف محمولة لتنسيق الهجوم، لكنه لم يربط بشكل كافٍ بين المشتبه بهم وإعلان مسؤولية كاذب جاء بعد الهجوم مباشرة من أشخاص لا بد أنهم كانوا يعرفون أن الحريري سيُقتل.
من هو سليم عياش؟
عياش هو المتهم الوحيد الذي أدين في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري عام 2005، وما هو دور سليم عياش في اغتيال الحريري؟
وأدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بعد محاكمة استمرت ستة أعوام، سليم عياش المعروف أيضاً باسم أبوسليم العضو بحزب الله في التهم التالية.
– شريك في التهمة الأولى وهي مؤامرة لارتكاب عمل إرهابي.
– ارتكاب عمل إرهابي باستخدام مواد متفجرة.
– قتل رفيق الحريري عمداً باستخدام مواد متفجرة.
– قتل 21 شخصاً إضافة إلى الحريري عمداً باستخدام مواد متفجرة.
– محاولة قتل 226 شخصاً (المصابين في الجريمة) إضافة للحريري عمداً باستعمال مواد متفجرة.
دور سليم عياش في جريمة اغتيال الحريري
ولفتت المحكمة إلى أن عياش لم ينفذ الجريمة وحده، ولكنه هو الوحيد الذي تمكن الادعاء من إثبات التهم الموجهة له، بينما المتهمون الآخرون لم تكن الأدلة المقدمة لهم كافية.
وقالت المحكمة الدولية إن عياش نسق مع مصطفى بدر الدين (متهم توفي لذلك أسقطت محاكمته) عملية مراقبة رفيق الحريري تمهيداً لاغتياله، بما في ذلك شراء الشاحنة المستخدمة في العملية، ومحاولة توريط المدعو أبوعدس لتحميله مسؤولية الاغتيال زوراً.