قالت وكالة رويترز، الأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن شركة "فيسبوك" قد تضطر إلى بيع شركتي "واتساب" و"إنستغرام"، وذلك بعد أن رفعت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، و46 ولاية أمريكية تقريباً دعاوى قضائية ضد شركة التواصل الاجتماعي، قائلة إنها تستخدم استراتيجية "الشراء أو الدفن" لاقتناص المنافسين والتضييق على المنافسين الصغار.
بحسب رويترز، فإن هذه الدعوى القضائية التي رُفعت الأربعاء، تضع فيسبوك أمام تحدٍّ قانوني كبير، هو الثاني لشركة تقنية عملاقة هذا العام، بعد أن رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى قضائية ضد شركة "ألفابت" في أكتوبر/تشرين الأول، متهمة الشركة التي تبلغ تكلفتها تريليون دولار باستخدام قوتها السوقية في القضاء على المنافسين.
الدعوى الأضخم ضد فيسبوك
واتهمت الشكاوى، الأربعاء، فيسبوك بشراء منافسين، مع التركيز بشكل خاص على عمليات الاستحواذ السابقة على تطبيق مشاركة الصور إنستغرام مقابل مليار دولار في 2012، وتطبيق المراسلة واتساب مقابل 19 مليار دولار في 2014.
حيث قال المنظِّمون الفيدراليون إن عمليات الاستحواذ يجب أن يتم حلها، وهي خطوة من المرجح أن تثير تحدياً قانونياً طويلاً، حيث تمت الموافقة على الصفقات قبل سنوات من لجنة التجارة الفيدرالية.
من جانبها، قالت المدعي العام في نيويورك، ليتيتيا جيمس، نيابة عن تحالف 46 ولاية ": "إن فيسبوك استخدمت هيمنتها وقوتها الاحتكارية، على مدار عقد، لسحق المنافسين الأصغر، والقضاء على المنافسة، وكل ذلك على حساب المستخدمين العاديين".
أضافت جيمس أن "الشركة سعت إلى الاستحواذ على المنافسين قبل أن يهددوا هيمنة الشركة".
فيسبوك ترى في الدعوى "تهديداً وجودياً"
على الطرف الآخر، وصفت جينيفر نيوستيد، المستشار العام لفيسبوك، الدعاوى القضائية بأنها "مراجعة للتاريخ"، حيث قالت إن قوانين مكافحة الاحتكار غير موجودة لمعاقبة "الشركات الناجحة"، مشيرة إلى أن واتساب وإنستغرام نجحا بعد أن استثمر فيسبوك مليارات الدولارات في تنمية التطبيقات.
كما قالت نيوستيد "تريد الحكومة الآن تعديل التاريخ، وإرسال تحذير مخيف للأعمال التجارية الأمريكية بأنه لا يوجد بيع نهائي على الإطلاق".
بحسب رويترز، فقد أخبر الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ الموظفين في منشور على منصة المناقشة الداخلية في فيسبوك، أنه لا يتوقع "أي تأثير على الفرق أو الموظفين" نتيجة للدعاوى القضائية، والتي قال إنها "خطوة واحدة في عملية قد تستغرق سنوات".
وكان زوكربيرغ أخبر الموظفين في يوليو/تموز أن فيسبوك "سيذهب إلى آخر الطريق" لمواجهة طعن قانوني لتفكيك الشركة، واصفاً ذلك بأنه تهديد "وجودي".
على الرغم من ندرة هذه الدعاوى، فإن بعض خبراء مكافحة الاحتكار قالوا إن القضية قوية بشكل غير عادي نظراً لتصريحات زوكربيرغ، التي أقرتها مستندات فيسبوك الخاصة، مثل رسالة بريد إلكتروني عام 2008 قال فيها لمالكي إنستغرام "من الأفضل الشراء بدلاً من المنافسة".
بينما يرى خبراء آخرون مثل سيث بلوم، المستشار في مؤسسة بلوم، أن شكوى لجنة التجارة الفيدرالية كانت "أضعف بكثير" من دعوى وزارة العدل ضد جوجل،
مشيراً إلى أننا أمام "عمليات استحواذ عمرها 6 أو 8 أعوام، وسيكون من الصعب على محكمة أن تأمر بتصفية استثمارات منذ سنوات عديدة".
الدعاوى القضائية هي أكبر قضايا مكافحة الاحتكار، مقارنة بالدعوى المرفوعة ضد شركة "مايكروسوفت" (Microsoft) في 1998. وقد حسمت الحكومة الفيدرالية هذه القضية في النهاية؛ لكن القتال القضائي، الذي استمر لسنوات طويلة، والتدقيق المطول منعا الشركة من إضعاف المنافسين، ويُنسب إليها تمهيد الطريق للنمو الهائل للإنترنت.