دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول 2020 أوروبا إلى انتهاج موقف إيجابي خلال المحادثات المتعلقة بتركيا في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي.
ستولتنبرغ قال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا "هناك خلافات يجب أن نناقشها، لكن في الوقت نفسه يجب أن ندرك أن تركيا جزء من الحلف والعائلة الغربية".
مضيفاً "نحتاج جميعا إلى انتهاج موقف إيجابي أثناء النظر في الخلافات المتعلقة بتركيا في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي" كما أشار إلى أن الحلف وضع آلية لفض النزاع بين تركيا واليونان تستند على هذا النهج الإيجابي.
ووصف الوضع في شرقي المتوسط بأنه "صعب"، مشيرا إلى أن القضية نوقشت أيضا في اجتماع وزراء خارجية الناتو الأسبوع الماضي.
كما شدد ستولتنبرغ على أن تركيا حليف مهم في الناتو، وأنها تلعب دورا مهما في محاربة "داعش" على حدودها مع سوريا والعراق.
تابع قائلاً أن تركيا استضافت عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، وأنها الدولة الأكثر تعرضا للضرر من الهجمات الإرهابية.
تركيا ترفض التهديدات الاتحاد الأوروبي
يأتي تصريحات أمين الناتو بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أي عقوبات محتملة ضد تركيا، قد تتخذها القمة الأوروبية، لا تعني أنقرة، وليست "مصدر قلق كبير" لبلاده.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي بمطار "أسن بوغا" بالعاصمة أنقرة، قُبيل توجهه في زيارة رسمية إلى أذربيجان، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول التركية الرسمية.
وتُدرج مسألة فرض عقوبات على تركيا على جدول أعمال القمة الأوروبية، بسبب أعمال التنقيب عن الغاز التي تقوم بها تركيا في شرق البحر المتوسطفي مناطق بحرية متنازع عليها مع اليونان وقبرص.
أردوغان قال إن "الاتحاد الأوروبي يطبق دائماً عقوبات على تركيا على أي حال"، مضيفاً أن الاتحاد "لم يكن نزيهاً معنا ولم يفِ بوعوده"، مشيراً إلى أن "قادة شرفاء" داخل الاتحاد الأوروبي -لم يسّمهم- لا ينظرون بارتياح إلى العقوبات.
كانت فرنسا والبرلمان الأوروبي، الذي دعا رسمياً إلى فرض عقوبات، قد قالا إن "الوقت حان لمعاقبة تركيا التي يُنظر إليها في بروكسل على أنها تؤجج الخلاف بشأن الغاز لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية"، وفقاً لوكالة رويترز.
إلا أن تركيا أعربت عن رفضها للتهديدات الأوروبية، ودعا أردوغان الاتحاد الأوروبي إلى الإسراع في التخلص مما وصفه بـ"العمى الاستراتيجي" بشرق المتوسط.
صراع شرق المتوسط
تشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توتراً إثر ما تقول تركيا إنه مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
وتقول وكالة الأناضول إن أثينا تتجاهل التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق المتوسط، وبحر إيجة، وإيجاد حلول عادلة للمشاكل، فيما يجدد الجانب التركي موقفه الحازم حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات الأحادية.
في المقابل ينتقد الاتحاد الأوروبي استئناف تركيا التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وندد سابقاً بما اعتبرها "استفزازات" من قبل أنقرة.
حينها ردّت تركيا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية حامي أكسوي، بأن وصف الاتحاد الأوروبي تحركات تركيا بـ"الاستفزاز" أمر "لا يبعث على المفاجأة" نظراً للنهج "المعتاد المتحيز والمنحاز" للتكتل.