اعتذرت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردين، الإثنين 7 ديسمبر/كانون الأول 2020، لمواطنيها من جديد عن تقاعس السلطات في بلادها عن إجراء عمليات تفتيش مناسبة على تراخيص الأسلحة النارية، وذلك بعد تقرير نشر عن مجزرة نيوزيلندا التي راح ضحيتها 51 شخصاً.
التقرير الذي نُشر عن مجزرة كرايستشيرش ذكر أن وكالات الأمن في نيوزيلندا تركز فحسب تقريباً على التهديد من "المتطرفين الإسلاميين" وأن الشرطة أهملت إجراء عمليات تفتيش مناسبة على تراخيص الأسلحة النارية.
وقالت جاسيندا بعد نشر التقرير: "لم تتوصل اللجنة إلى نتائج تفيد بأن هذه الأمور كانت ستمنع الهجوم. لكن هذه إخفاقات أعتذر عنها".
فيما قالت لجنة التحقيق الملكية إنه على الرغم من أوجه القصور، لم تكن هناك إخفاقات داخل الوكالات الحكومية من شأنها أن تنبهها إلى الهجوم الوشيك للمتعصب للعرق الأبيض، الذي قتل 51 من المصلين في مسجدين في كرايستشيرش يوم 15 مارس/آذار 2019.
كما قبلت الحكومة جميع توصيات التقرير وعددها 44، بما في ذلك إنشاء جهاز مخابرات وأمن وطني جديد وتعيين وزير لتنسيق رد الحكومة على التقرير.
الحكم على منفذ المجزرة: فيما حكمت محكمة نيوزيلندية، في وقت سابق، على منفذ هجوم مسجدي كرايستشيرش، برنتون تارانت، بالسجن المؤبد مدى الحياة دون عفو مشروط.
وكان من المنتظر أن تقرر المحكمة عقوبة السجن مدى الحياة بحق تارانت، ليكون أول شخص في نيوزيلندا ينال هذه العقوبة، دون احتمال الإفراج المشروط.
ورفض تارانت توكيل محامين له، يوليو/تموز الماضي، وأقرَّ بارتكاب 51 عملية قتل، و40 محاولة قتل، إلى جانب تهمة الإرهاب خلال الاعتداء على المسجدين، منتصف مارس/آذار 2019، في مجزرة هزت العالم.
القاضي كاميرون ماندر، كان قد سأل المتهم، إذا ما كان ينوي التحدث، بعد الإصغاء بصمت على مدار 3 أيام لغضب الناجين وعائلات الضحايا، ليردّ بأنه لن يتحدث شخصياً في المحكمة.
ويؤمن الشاب الأسترالي صاحب الـ29 عاماً بتفوق العرق الأبيض، حيث يؤمن بقواعد "اليمين المتطرف".
كما فُرضت تدابير صارمة على التغطية الإعلامية للمحاكمة التي بدأت الإثنين، تحسباً لاستخدامها منبراً للمهاجم.
وعلى مدار المحاكمة واجه ناجون الإرهابيَّ الأسترالي الذي لم يَظهر عليه أي تأثّر أو ندم أو خجل، مؤكدين أنه يستحق الموت، وألا يرى نور الشمس من جديد.
مواجهة وجهاً لوجه: وفي وقت سابق واجه ناجون وعائلات عدد من الضحايا مُنفذ مجزرة المسجدين في نيوزيلندا خلال محاكمته، ووجهوا كلمات مؤثرة له بشكل مباشر، أشاروا فيها إلى أنهم لن ينسوا ما فعله بعشرات المصلين الذين قتلهم في العام 2019، لكنهم أكدوا أن الحادثة لن تُضعفهم.
إذ كان من بين المتحدثين الدكتورة ميسون سلامة، وهي أُم ثكلى لأحد ضحايا هجوم 15 مارس/آذار الإرهابي في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، وقالت إنَّ الجاني ظنّ أنه سيتمكن من كسر مجتمع المسلمين، لكنه "فشل فشلاً ذريعاً" في تحقيق هدفه.
كما استمرت الجلسات أربعة أيام، وتم استدعاء 66 شخصاً للإدلاء بشهاداتهم حول عواقب هذه المذبحة على حياتهم، وبعد ذلك سيتم الاستماع إلى تارانت، الذي يمثل نفسه في المحكمة.
ويُشار إلى أنه بعد مجزرة كرايستشيرش، شدّدت حكومة نيوزيلندا قوانينها المحلية بشأن الأسلحة، وأعلنت أنها ستعيد النظر في القوانين المتعلقة بقمع خطابات الكراهية.
ودعمت الحكومة أيضاً الجهود الدولية التي تهدف إلى دفع عمالقة مواقع التواصل الاجتماعي إلى القيام بالمزيد من أجل محاربة التطرف على الإنترنت.