قالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، مساء الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن تل أبيب تعتزم بناء 9 آلاف وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "عطروت" الصناعية شمالي القدس المحتلة في وقت تتجه فيه تل أبيب للمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.
القناة ذكرت أن هناك تقدماً طرأ في مخطط المشروع الاستيطاني لبناء أكثر من 9 آلاف وحدة استيطانية في "عطروت".
تل أبيب تتجاهل الانتقادات الدولية: فيما تنوي تل أبيب تجاهل الانتقادات الدولية بشأن البناء الاستيطاني، وستعمل على استكمال خطوات البناء قبل دخول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للبيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
كما أشارت القناة إلى أن التقدم في المخطط جاء بعد اللقاء الذي جرى بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارة الأخير إلى إسرائيل، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت سلطة التخطيط والأراضي الإسرائيلية طرح مناقصة بناء 1257 وحدة استيطانية جديدة في حي "جفعات هماتوس" بالقدس الشرقية.
وتقول حركة "السلام الآن" الإسرائيلية الحقوقية إن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة تضاعف خلال فترة الأربع سنوات الماضية، من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فرصة تل أبيب قبل تنصيب بايدن: يأتي هذا في وقت تتجه فيه تل أبيب للمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس الشرقية، قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، في العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل.
إذ كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في وقت سابق، أن البلدية الإسرائيلية بالقدس وسلطة أراضي إسرائيل تعملان على تحديد وتسريع الموافقة على خطط البناء خلال الشهرين القادمين "لمنع إيقافها بمجرد دخول جو بايدن البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني".
فيما كان الرئيس الأمريكي المنتخب ونائبته كمالا هاريس قد قالا خلال دعايتهما الانتخابية إنهما يتمسكان بخيار "حل الدولتين"، لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وسيعارضان "الضم" والاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية.
بالمقابل، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غضت الطرف خلال السنوات الأربع الماضية عن الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية.
وذكرت الصحيفة أن بايدن كان له دور مهم في تجميد البناء في القدس إبان إدارة باراك أوباما، عام 2010 عندما زار إسرائيل كنائب للرئيس.
وفي ذلك الوقت، أعلنت تل أبيب عن خطة لبناء 1800 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "رمات شلومو" شمال القدس، خلال زيارة بايدن لإسرائيل، وهو ما أغضبه واعتبره إهانة، وعلى إثر ذلك، اندلعت أزمة دبلوماسية خطيرة مع الولايات المتحدة، وتم تجميد البناء الاستيطاني عدة سنوات.
مخطط استيطاني بدعم ترامب: وخلال فترة ولاية ترامب، نفذت إسرائيل مخطط التوسيع الاستيطاني في "رمات شلومو" والذي شمل بناء مئات الوحدات الاستيطانية.
إذ قالت الصحيفة: "بُنيت أيضاً مئات الوحدات السكنية الأخرى في مستوطنات جيلو وبسغات زئيف وهار حوما، وكذلك في أماكن أخرى، وجميعها مقامة على أراضي القدس الشرقية"، مضيفة: "في الآونة الأخيرة، بعد أن أصبحت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية واضحة، صدرت تعليمات للمسؤولين في مكتب مهندس البلدية وقسم التخطيط الحضري في مجلس البلدية للإسراع بالموافقة على خطط البناء خارج الخط الأخضر، خوفاً من أن يكون من الصعب الموافقة عليها بعد تغيير الإدارة الأمريكية".
فيما أشارت إلى أن الخطط الكبيرة تشمل آلاف الوحدات في مستوطنات "جفعات هاماتوس" و"هار حوما" و"عطاروت" وأحياء أخرى، ونقلت الصحيفة عن أفيف تاتارسكي، من منظمة "عير عميم" الإسرائيلية اليسارية غير الحكومية، أن "حكومة نتنياهو تستغل الأيام الأخيرة من إدارة ترامب لاتخاذ إجراءات سريعة ومنع أي ترتيب سلام مستقبلي بأي ثمن ".
ومع ذلك، فقد قالت البلدية الإسرائيلية للصحيفة إنها "تعمل بنشاط لدفع جميع مشاريع البناء في جميع أنحاء المدينة لزيادة المعروض من الوحدات السكنية والتوظيف والفنادق في القدس".