قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، السبت 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن الملك سلمان بن عبدالعزيز "حريص على تكامل ووحدة دول مجلس التعاون الخليجي"، وذلك بالتزامن مع توقعات بالتوصل إلى حل للأزمة الخليجية التي بدأت في العام 2017.
تصريحات بن فرحان نقلتها محطة "العربية" السعودية، وشدد الوزير على "التزام السعودية بتعزيز قوة مجلس التعاون وآلياته"، مشيراً إلى "تقدم في حل الخلاف مع قطر"، قائلاً: "السعودية تأمل في خلاصة نهائية مرضية لجميع الأطراف، نسعى ونتقدم لحل الأزمة الخليجية ونأمل أن يحدث ذلك".
كان بن فرحان قد ذكر أمس الجمعة أن حل النزاع المرير مع قطر "يبدو قريباً جداً"، وذلك بعد إعلان الكويت عن تحقيق تقدم صوب إنهاء الخلاف، الذي تقول واشنطن إنه يعرقل وجود جبهة خليجية موحدة أمام إيران.
يأتي ذلك بينما تعمل الولايات المتحدة والكويت لإنهاء الأزمة التي دفعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر لفرض مقاطعة دبلوماسية وتجارية وقطع علاقات السفر مع قطر منذ أواسط عام 2017.
وأجرى مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر مباحثات في الدوحة يوم الأربعاء الفائت عقب زيارة للسعودية، فيما قال الأمير فيصل لمؤتمر في روما عبر الاتصال المرئي "حققنا تقدماً كبيراً في الأيام الأخيرة بفضل الجهود المتواصلة للكويت وأيضاً بفضل الدعم القوي من الرئيس (دونالد) ترامب".
أضاف قائلاً "نأمل أن يسفر هذا التقدم عن اتفاق نهائي يبدو قريباً جداً، وبوسعي أن أقول إنني متفائل إلى حد ما من أننا نقترب من إتمام اتفاق بين كل الدول محل الخلاف".
حديث عن اتفاق مبدئي: في سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن مصدر في واشنطن قالت إنه مطلع على المناقشات بين الطرفين- ولم تذكر اسمه- قوله إن "الطرفين توصلا إلى اتفاق مبدئي وقد يتم توقيعه خلال بضعة أسابيع".
أما وكالة الأنباء الكويتية، فقالت إن أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عبّر عن سعادته بالإنجاز الذي تحقق عبر الجهود المستمرة لحل النزاع الخليجي، وأضاف أن الاتفاق يعكس تطلع الأطراف المعنية إلى تحقيق المصالح العليا لشعوبها.
بدوره، قال وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن آل ثاني على تويتر: "بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية. نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نقدِّر الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد"، مضيفاً: "نؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة".
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فقال الجمعةـ خلال مؤتمر بالبحرين عبر الاتصال المرئي إن الولايات المتحدة لديها "أمل كبير" في حل الخلاف الخليجي.
تُعد كل الدول المنخرطة في الأزمة حليفة للولايات المتحدة، إذ تستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة، ويقع مقر الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين، وتستضيف السعودية والإمارات قوات أمريكية.
ويقول دبلوماسيون ومصادر إن واشنطن تسعى لإعادة فتح المجال الجوي أمام الطائرات القطرية كخطوة أولى لإنهاء الأزمة.
ترحيب بالمصالحة المُحتمَلة: وقوبلت التوقعات بالتوصل إلى حل للأزمة الخليجية بترحيب دولي وإقليمي، وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام أنطونيو جوتيريش يشعر بحماس تجاه بيان الكويت ويأمل في تعاون كل الدول المعنية لحل خلافاتها.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر "نأمل في أن تسهم المصالحة في الاستقرار والتنمية السياسية والاقتصادية لكل شعوب المنطقة".
وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح، قد قال أمس الجمعة، إن تقدماً تحقق صوب إنهاء الخلاف الخليجي بعد مناقشات جرت في الآونة الأخيرة وصفها بأنها مثمرة.
قال الوزير أيضاً إن جميع المشاركين في المباحثات أكدوا "حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم".
تجدر الإشارة إلى أنه منذ 5 يونيو/حزيران 2017، تفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على قطر؛ بزعم دعمها للإرهاب وعلاقتها بإيران، فيما تنفي الدوحة اتهامها بالإرهاب، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".
كانت الدول الأربع قد وضعت 13 مطلباً لقطر، منها إغلاق قناة الجزيرة التلفزيونية وقاعدة تركية، فيما ترفض الدوحة أن تتلقى إملاءات على سياساتها الخارجية، بحسب تصريحات مسؤوليها.