أدرجت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول 2020، 4 شركات صينية كبرى إلى قائمة سوداء بالشركات التي تزعم أنها تابعة للجيش الصيني، في خطوة تزيد على الأرجح التوتر مع بكين قبل تولي الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة.
وصنَّفت وزارة الدفاع الأمريكية أربع شركات إجمالاً على أنها مملوكة أو خاضعة لسيطرة الجيش الصيني، بما فيها لتصنيع أشباه الموصلات (إس.إم.آي.سي) الصينية العملاقة المنتجة للرقائق، وشركة النفط (سينوك)، والصين لتكنولوجيا الإنشاء ومؤسسة الصين الدولية للاستشارات الهندسية.
بهذا الإجراء، يرتفع إجمالي عدد الشركات المدرجة على القائمة السوداء إلى 35.
والإدراج على القائمة لم تكُن تستتبعه أي عقوبات في البداية، إلا أن أمراً تنفيذياً أصدره ترامب في الآونة الأخيرة سيمنع المستثمرين الأمريكيين من شراء أسهم بتلك الشركات بدءاً من موعد لاحق في العام القادم.
رفض صيني: من جانبها، أحالت السفارة الصينية في واشنطن- في تصريح لرويترز- إلى تصريحات سابقة لمتحدث باسم وزير الخارجية قال فيها إن "الصين ترفض بشدة تسييس الشركات الصينية المعنية".
فيما أشارت "المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات" في بيان إلى أنها تعمل على تقييم تأثير إضافتها إلى القائمة، وأنه ينبغي للمستثمرين أن يكونوا على دراية بمخاطر الاستثمار.
فقد هبطت أسهم المؤسسة أكثر من 2% الجمعة قبل تعليق تداولها في بورصة هونغ كونغ، بينما خسر سهم سينوك 0.7% في بداية التعاملات الصباحية.
ويُنظر إلى توسيع القائمة السوداء باعتباره في إطار محاولة لتعزيز نهج ترامب الصارم تجاه الصين، وتوريط الرئيس المنتخب جو بايدن في مواقف متشددة من بكين، كما أن الإجراء جزء من جهود أوسع نطاقاً من واشنطن لاستهداف ما تعتبرها مساعي من جانب بكين لتجنيد شركات لتسخير تكنولوجيا مدنية ناشئة للأغراض العسكرية.
حيث تأتي هذه الخطوة إلى جانب إجراءات جديدة فرضتها الإدارة الأمريكية وتشمل حظر زيارات أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وأفراد أسرهم المباشرين إلى الولايات المتحدة، وتحديدها بشهر واحد فقط، وكذلك عشية قرار بحظر واردات القطن من منظمة صينية شبه عسكرية تقول واشنطن إنها تستغل مسلمي الإيغور المحتجزين لديها في العمل القسري.
فيما أعربت وسائل إعلام صينية رسمية عن قلقها من التحركات التي اتخذتها واشنطن مؤخراً حيال بكين، وحذرت من أن ذلك قد يقود العلاقات بين الطرفين إلى "مسار خطير".
حيث قالت صحيفة تشاينا دايلي في مقال افتتاحي، الجمعة، إن الحد من تأشيرات الزيارة لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني وأسرهم، وفرض حظر على واردات القطن في شينجيانغ "علامات مقلقة تحول العلاقات الثنائية إلى مسار خطير".
وأوضحت الصحيفة المدعومة من الحكومة الصينية، أنها تنظر إلى تلك التحركات على أنها "جهود من قبل الصقور في إدارة ترامب لتعزيز سياستهم الصارمة تجاه الصين إلى ما بعد فترة ولايتهم".
"وإن كان للإدارة القادمة أي نية لتخفيف التوترات التي غرست،" تتابع الصحيفة في مقالها الافتتاحي، "فإن بعض الأضرار ببساطة لا يمكن إصلاحها، كما ينوي الرئيس الأمريكي الحالي".