قال وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر الصباح، الجمعة 4 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن مباحثات "مثمرة" جرت خلال الفترة الماضية لحل الأزمة الخليجية المستمرة منذ 2017 بين قطر من ناحية، والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من ناحية أخرى.
تصريحات المسؤول الكويتي تأتي بعد ساعات من أول تعليق قطري بخصوص الأخبار التي راجت عن وجود بوادر انفراجة للأزمة الخليجية، كما ذكرت تقارير وجود وساطة أمريكية يقودها جاريد كوشنر لحلحلة الأزمة الخليجية.
مباحثات "مثمرة" لحل الأزمة الخليجية
وزير الخارجية الكويتي أوضح عبر كلمة بثها تلفزيون الكويت أن هذه المباحثات "أكد فيها جميع الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم".
كما وجَّه الوزير الكويتي شكره إلى جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي "على النتائج المثمرة التي تحققت في طريق حل الخلاف".
من جهته، ردَّ وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على بيان الخارجية الكويتية، واعتبر في تغريدة على تويتر أن بيان دولة الكويت "خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية".
كما توجَّه وزير الخارجية القطري بالشكر للكويت والولايات المتحدة، وقال: "نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نُقدر الجهود الأمريكية"، كما أكد أن "أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة".
الحل يجب أن يكون "شاملاً"
قبل ذلك، وفي أول تعليق قطري على الأنباء المتداولة حول بوادر اتفاق بين الدوحة والرياض لإنهاء الأزمة الخليجية ، قال وزير الخارجية القطري، الجمعة، إن هناك تحرُّكاً صوب تسوية الخلاف الدبلوماسي القائم بمنطقة الخليج، لكن لا يمكنه التكهن بحدوث انفراجة وشيكة، أو بما إن كان هذا التحرك سيسوِّي الأمر برُمَّته.
تصريحات وزير الخارجية القطري جاءت خلال مؤتمر دبلوماسي إيطالي قال فيه: "تجري في الوقت الراهن بعض التحركات التي نتمنى أن تضع حداً لهذه الأزمة".
لكن الوزير القطري أشار إلى أنه لا يمكن التكهن بحدوث هذا على نحو وشيك أو بتسوية الأمر في يوم وليلة، معرباً عن أمله في "أن تسير الأمور في مجراها الصحيح الآن".
كما سُئل الشيخ محمد: هل سيكون القرار ثنائياً أم سيشمل كل الدول الخليجية؟ فأجاب بأنه يجب أن يكون "شاملاً" وقائماً على الاحترام المتبادل. وأضاف: "ما من بلد في وضع يسمح له بفرض أي مطالب على بلد آخر، سواء من قطر أو من الرباعي… لكل بلد أن يقرر سياسته الخارجية".
كما أكد الوزير القطري أن حل الأزمة الخليجية يجب أن يكون "حلاً شاملاً يحفظ وحدة الخليج"، مشيراً إلى أن "جميع المشاكل لن تحل في يوم واحد".
اتفاق جديد بين قطر والسعودية بات قريباً
كانت وكالة بلومبيرغ الإخبارية قد كشفت، مساء الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول، نقلاً عن 3 أشخاص على دراية بالمحادثات، أن الاتفاق الجديد الذي بات قريباً بين البلدين، لا يشمل الدول العربية الثلاث الأخرى التي قطعت أيضاً العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر في يونيو/حزيران 2017: الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر.
بينما قال شخص رابع إن هناك قضايا أساسية عالقة مثل علاقات الدوحة مع طهران، ظلَّت دون حل.
يأتي هذا الاختراق المحتمل في المقاطعة، بعد شهور من الدبلوماسية المكثفة التي توسطت فيها الكويت، والتي بلغت ثمارها بدفعة أخيرة من صهر الرئيس دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط جاريد كوشنر، الذي زار الخليج هذا الأسبوع. ومن المرجح أن يشمل التقارب إعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية، وإنهاء حرب المعلومات التي شنتها قطر والمملكة العربية السعودية، وخطوات أخرى لبناء الثقة كجزء من خطة مفصلة لإعادة بناء العلاقات تدريجياً، حسبما قال اثنان من الأشخاص.
كانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة القوة الدافعة وراء المقاطعة، التي قسمت أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم، حيث غيَّرت المقاطعة مسار الحركة الجوية وعطلت التجارة والأعمال.