في أول تعليق لها على إعلان الكويت عن مباحثات مثمرة بشأن حل الأزمة الخليجية، قالت السعودية، الجمعة 4 ديسمبر/كانون الأول 2020، إنها تتطلع إلى أن تُكلل الجهود التي تبذلها الكويت والولايات المتحدة بالنجاح.
في وقت سابق من الجمعة، قالت الكويت في بيان، إن مباحثات مثمرة جرت خلال الفترة الماضية، أكد فيها الأطراف كافةً حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي، والوصول لاتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه الخير شعوبهم.
السعودية تعلق على بيان الكويت
وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قال في تغريدة على صفحته بموقع تويتر: "ننظر ببالغ التقدير إلى جهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، ونشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص، ونتطلع إلى أن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة".
كما أضاف وزير الخارجية السعودي قائلاً: "حققنا تقدماً كبيراً تجاه حل الأزمة الخليجية، في الأيام الأخيرة، واقتربنا من التوصل لاتفاق بين جميع دول الخلاف".
من جهتها رحبت سلطنة عمان ببيان الكويت حول النتائج الإيجابية لجهود المصالحة الخليجية، وقالت إن جهود المصالحة تعكس حرص الأطراف على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، للتوصل إلى اتفاق نهائي.
بينما ردَّ وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على بيان الخارجية الكويتية، واعتبر في تغريدة على تويتر، أن بيان دولة الكويت "خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية".
كما توجَّه وزير الخارجية القطري بالشكر للكويت والولايات المتحدة، وقال: "نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نُقدر الجهود الأمريكية"، كما أكد أن "أولويتنا كانت- وستظل- مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة".
ترحيب خليجي بمساعي حل الأزمة الخليجية
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، الجمعة، ببيان الكويت المتعلق بالأزمة الخليجية وتطورات مساعي حلها. وتعقيباً على البيان، قال الحجرف، إنه "يعكس قوة المجلس (التعاون) وتماسكه وكذلك قدرته على تجاوز كل المعوقات والتحديات".
كما شدد الحجرف في البيان الذي نشره مجلس التعاون، على موقعه الإلكتروني، على أن "أبناء الخليج يستبشرون بهذا البيان، ويتطلعون إلى تعزيز وتقوية البيت الخليجي والنظر للمستقبل بكل ما يحمله من آمال وطموحات وفرص نحو كيان خليجي مترابط ومتراصّ".
فيما أشار الحجرف إلى جهود أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في حل الأزمة الخليجية، كما تقدم بالشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما شكر الأمين العام للمجلس قادة دول الخليج، مشيراً إلى بداية مرحلة جديدة من مسيرة جديدة للمجلس. ووجَّه رسالة إلى أبناء الخليج ووسائل الإعلام، بالنظر بإيجابية إلى المستقبل، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الخلافات أو تأجيجها.
بينما أكد ضرورة التركيز على كل ما من شأنه تعزيز ودعم التضامن في مسيرة المجلس وتقوية بنيانه لمواجهة التحديات.
إدارة ترامب تريد حل الخلاف
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول، إن إدارة ترامب ترغب في حلحلة الأزمة الخليجية قبل رحيلها، بهدف تضييق الخناق على إيران.
أضافت الصحيفة، في تقرير، أنه "ضمن الخطوات الأولى في هذا الاتجاه، تضغط إدارة ترامب على السعودية لفتح مجالها الجوي للرحلات الجوية القطرية التي تدفع ملايين الدولارات مقابل استخدام المجال الجوي لإيران".
فيما نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، عن 3 مصادر مطلعة (لم تسمها)، الخميس، أن السعودية وقطر تقتربان من التوصل لاتفاق أوَّلي لإنهاء الخلاف المستمر منذ أكثر من 3 سنوات، بضغط من ترامب.
كما أوردت الوكالة، عن مصدر رابع (لم تسمه)، قوله إن "التوصل إلى اتفاق أوسع لإعادة ترتيب الأوضاع لا يزال بعيد المنال، بسبب استمرار وجود قضايا عالقة، مثل علاقة الدوحة مع طهران".
زيارة كوشنر للخليج
يوم الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول، بحث أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، مع جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وفق بيان قطري رسمي.
بينما لم يذكر البيان تفاصيل أكثر بشأن زيارة كوشنر للدوحة، غير أن وسائل إعلام أمريكية قالت إنها تستهدف "تأمين مزيد من الاتفاقات الدبلوماسية بالشرق الأوسط قبل مغادرة البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل".
تجدر الإشارة إلى أنه منذ 5 يونيو/حزيران 2017، تفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على قطر؛ بزعم دعمها للإرهاب وعلاقتها بإيران، فيما تنفي الدوحة اتهامها بالإرهاب، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".