قال وزير العدل الأمريكي ويليام بار، الثلاثاء 1 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن وزارته لم تتوصل إلى أي أدلة على حدوث تلاعب واسع النطاق في انتخابات الرئاسة التي جرت الشهر الماضي رغم استمرار مساعي الرئيس دونالد ترامب للطعن في النتيجة أمام القضاء.
تصريحات أعلى مسؤول عدلي في إدارة ترامب جاءت في الوقت الذي قدم فيها محامو الرئيس المنتهية صلاحيته الرسميون وغير الرسميين طعوناً قضائية جديدة في النتائج التي أظهرت فوز الديمقراطي جو بايدن.
"لا وجود للتزوير": بار الذي طالما اتهمه الديمقراطيون بإضفاء الطابع السياسي على إنفاذ القانون، قال في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، إن فريق الادعاء لم يجد دليلاً يدعم مزاعم ترامب بحدوث تلاعب واسع في نتائج الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.
أضاف "حتى تاريخه، لم نرصد تزويراً على نطاق من الممكن أن يؤثر في نتيجة الانتخابات".
فيما ذكرت حملة ترامب أن وزارة العدل لم تُجر تحقيقات كافية.
يأتي هذا بعد أن فاز بايدن في الرئاسيات بحصوله على 306 أصوات في المجمع الانتخابي الذي يختار الرئيس مقابل 232 لترامب، وهو نفس الفارق الذي وصفه ترامب بأنه "ساحق" عندما حصل عليه قبل أربع سنوات. كما يتقدم بايدن في التصويت الشعبي بفارق يزيد على 6.2 مليون صوت.
فيما رفض مسؤولو الولايات والمسؤولون الاتحاديون مراراً مزاعم التزوير التي يطلقها ترامب، ولم تحقق حملته نجاحاً ملموساً في عشرات الطعون التي تقدمت بها أمام القضاء.
ترامب لا يزال يبحث عن أمل: رغم هذا بدأت حملة ترامب مسعى جديداً في ويسكونسن أمس الثلاثاء وطلبت من أعلى محكمة بالولاية بحث إبطال 221 ألف صوت أدلى بها أصحابها دون الحضور بأنفسهم في مراكز الاقتراع، بدعوى أن هذه الأصوات تفتقر لمعلومات لازمة. وفاز بايدن في الولاية متقدماً على ترامب بنحو 20 ألف صوت.
في دعوى قضائية منفصلة، طلبت محامية سابقة لترامب من قاض اتحادي إعلان ترامب الفائز في تلك الولاية. لكن أحد المتقدمين بالدعوى قال إنه تم ضمه للقضية دون علمه.
دريك فان أوردن، وهو شخصية عسكرية خسر في انتخابات الكونغرس، قال: "دار حديث بيني وبين محامية. قلت إن هذا مثير للاهتمام.. عاودي الاتصال به، وهذا كل شيء". وتابع: "أضافوا اسمي للقضية دون علمي".
فيما قالت المحامية سيدني باول التي رفعت القضية إنه حدث سوء تواصل. وأضافت: "سنتخذ الإجراء المناسب لإصلاح ما حدث".
وتم استبعاد باول من فريق ترامب القانوني بعدما روجت سلسلة من نظريات المؤامرة لتفسير هزيمة ترامب، ورغم أن شكاوى ترامب لم تحرز نجاحاً في المحاكم، فقد حققت فائدة سياسية، إذ إن استطلاعات الرأي تظهر أن نسبة كبيرة من الجمهوريين يعتقدون الآن أن الانتخابات لم تكن نزيهة.
"شخص ما سيتعرض للأذى": مسؤول انتخابي بارز في جورجيا ناشد ترامب الكف عن ترديد مزاعمه غير المستندة لأدلة قائلاً إنها تؤدي إلى تهديدات وربما إلى عنف ضده هو ومسؤولين آخرين.
جابرييل سترلينغ مدير أنظمة التصويت قال: "شخص ما سيتعرض للأذى، شخص ما سيتعرض لإطلاق نار، شخص ما سيتعرض للقتل"، مضيفاً "يجب الكف عن هذا".
بايدن يركز من جانبه على إرساء دعائم إدارته قبل أن يتولى الرئاسة رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني.
فيما حث الكونغرس أمس الثلاثاء على إقرار حزمة معونات متعثرة منذ شهور لتخفيف آثار كورونا الاقتصادية ووعد باتخاذ مزيد من الإجراءات لدعم الاقتصاد بعد توليه الرئاسة.
خلال فعالية في ويلمنغتون بولاية ديلاوير ظهر بايدن مع أناس اختارهم للاضطلاع بأدوار اقتصادية بارزة في إدارته، ومن بينهم مرشحته لتولي وزارة الخزانة جانيت يلين التي رأست من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي). وستكون يلين في حالة تعيينها أول امرأة تتولى وزارة الخزانة.
من بين مرشحيه سيسيليا راوس، وهي اقتصادية تدير كلية برنستون للشؤون العامة والدولية، وستكون أول سيدة سوداء ترأس مجلس المستشارين الاقتصاديين. وهناك أيضاً نيرا تاندن، المديرة التنفيذية لمركز التقدم الأمريكي للأبحاث، والمرشحة لرئاسة مكتب الإدارة والموازنة. فيما ستكون تاندن أول سيدة ملونة تقود هذا المكتب إذا تم التصديق على تعيينها.
ويستلزم تعيين يلين وراوس وتاندن تصديق مجلس الشيوخ، وقد أبدى عدد من الجمهوريين في المجلس اعتراضهم على ترشيح تاندن.