طالب زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، مسؤولي حكومته بالإحجام عن استفزاز الولايات المتحدة، وذلك للحفاظ على فرصة العمل مع الإدارة الجديدة القادمة للبيت الأبيض، بحسب ما قال مسؤولو المخابرات في كوريا الجنوبية.
صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية نقلت الجمعة، 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عن مسؤولي المخابرات في كوريا الجنوبية، قولهم إن نظيرتها الشمالية تخشى من أن المفاوضات مع الرئيس المنتخب جو بايدن ربما تكون أصعب مما كانت مع ترامب، "فمن المرجح أن يواصل بايدن المناقشات مع بيونغ يانغ بالطريقة التقليدية، من خلال التحاور على الصعيد التنفيذي الذي يستغرق وقتاً أكبر للوصول إلى الاتفاقات، خلافاً للنهج المباشر الأسرع الذي انتهجه ترامب".
تشير الصحيفة إلى أن بايدن قد تعهد خلال الحملة بانتهاج "الدبلوماسية المبدئية" مع كوريا الشمالية، وأن لقاء كيم مشروط بقبوله خفض مخزون السلاح النووي، وذلك بعد أن انتقد لقاءات ترامب الثلاثة غير المشروطة مع حاكم كوريا الشمالية، قائلاً إنها فشلت في إيقاف تطور الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.
أمل وتوتر في كوريا الشمالية
قال كيم بيونغ كي، مشرع ليبرالي في لجنة استخبارات المجلس التشريعي بكوريا الجنوبية: "كوريا الشمالية تُبدي أملاً وتوتراً في الوقت نفسه".
أشار كذلك إلى أن مسؤولي الاستخبارات في سيول يعتقدون أن بيونغ يانغ تحاول إبقاء الباب مفتوحاً أمام عقد قمة أخرى مع الولايات المتحدة، ولكنهم في الوقت نفسه متوترون بشأن احتمالية أن يعود بايدن للعمل بسياسة "الصبر الاستراتيجي" التي انتهجتها إدارة أوباما، وفيها كانت الولايات المتحدة تتجاهل كوريا الشمالية إلى حد بعيد، إلى أن تتوقف الأخيرة عن استفزازاتها وتطويرها للأسلحة النووية.
لكن قد لا يكون أمام بايدن مهلة طويلة، إذ اعتاد نظام كوريا الشمالية على الترحيب بالإدارات الجديدة باختبار للأسلحة يجريه في غضون أسابيع أو شهور من التنصيب.
مراقبة إدارة بايدن
قال النائب كيم: "يخطط الشمال للانتظار حتى تكشف الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة عن سياستها مع كوريا الشمالية، ثم تُنسق سياستها الخاصة بالولايات المتحدة تبعاً لذلك". وقال كذلك إنه في إطار ذلك المخطط يُعتقد أن بيونغ يانغ تراقب ترشيحات بايدن لفريق الأمن القومي.
وقد رشح بايدن أنتوني لينكن لوزارة الخارجية، وجاك سوليفان مستشاراً للأمن القومي، وكان كلاهما قد أعرب عن شكوكه بخصوص سياسة الرئيس ترامب مع كوريا الشمالية.
إحباط من ترامب
وقال مشرعون في كوريا الجنوبية إن مسؤولي الاستخبارات يعتقدون أن زعيم كوريا الشمالية مُحبط بعد أن صارت علاقته مع الرئيس ترامب، التي بُنيت من خلال سلسلة من الخطابات و3 اجتماعات، عديمة النفع مع اقتراب رحيله.
وقد تجاهل الرئيس ترامب إلى حد كبير عشرات اختبارات الصواريخ التي أجرتها كوريا الشمالية عام 2019. وقد ساعدت تلك الاختبارات بيونغ يانع على تحسين دقة صواريخها وقدراتها، بحسب ما قال الجنرال روبرت أبرامز، قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي.
كما كشفت كوريا الشمالية عن صاروخ باليستي جديد عابر للقارات خلال احتفال أُقيم الشهر الماضي. وقال خبراء الأسلحة إن الصاروخ بدا نسخةً أكبر حجماً من "هواسونغ-15″، وهو صاروخ باليستي أوضحت كوريا الشمالية تمتعه بمدى يسمح له بضرب الولايات المتحدة.