وصف المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه)، جون برينان، اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، بـ"العمل الإجرامي المتهور للغاية"، وذلك في سلسلة تغريدات نشرها برينان، يوم الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
حيث قال برينان "كان عملاً إجرامياً متهوراً للغاية، وينطوي على مخاطر انتقام مميت وجولة من الصراع الإقليمي، وسيكون من الحكمة للقادة الإيرانيين العودة مع القيادة الأمريكية للمسرح الدولي، ومقاومة الرغبة في الرد على الجناة المفترضين".
مقتل فخري زادة: كما أضاف المدير السابق للسي آي أيه: "أعلم أن حكومة أجنبية سمحت أو نفَّذت مقتل فخري زادة، لكن عمل كهذا ترعاه دولة سيكون انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويشجع المزيد من الحكومات على مثل هجمات مميتة كهذه ضد مسؤولين أجانب".
كما لفت أن هذه الاغتيالات "تختلف عن الضربات التي توجه لقادة الإرهاب والجماعات مثل القاعدة والدولة الإسلامية، وهي ليست دولاً ذات سيادة، هم مقاتلون غير شرعيين بموجب القانون الدولي، ويمكن استهدافهم من أجل وقف هجمات إرهابية مميتة".
يذكر أنه وفي وقت سابق الجمعة، قالت وزارة الدفاع الإيرانية إن "عناصر إرهابية مسلحة هاجمت ظهر الجمعة سيارة تقل فخري زادة، أصيب في إثرها بجروح خطيرة، ثم استشهد".
مسؤولية إسرائيل عن الاغتيال: فيما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عبر "تويتر"، إن "هناك أدلة مهمة حول ضلوع إسرائيل في اغتيال زادة".
في المقابل دعا طلاب إيرانيون، مساء الجمعة، حكومة بلادهم للانتقام من الولايات المتحدة وإسرائيل، على خلفية اغتيال العالِم النووي الإيراني محسن فخري زادة في العاصمة.
وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام المحلية، فقد نظمت مجموعة مكونة من طلاب ورجال دين وقفةً أمام مقر المجلس الأعلى للأمن الوطني بطهران، للتنديد باغتيال العالم المذكور.
فيما رددت المجموعة شعارات مناهضة لإسرائيل وواشنطن المتهمتين بتنفيذ الهجوم، وذلك من قبيل "لا سلام، ولا استسلام، بل حرب مع الولايات المتحدة"، و"الموت لإسرائيل" .
كما طالب المحتجون بإخراج برنامج إيران النووي بالكامل من تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
اتهامات لحسن روحاني: واتهم المتظاهرون حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني بعدم فاعليتها في مواجهة الأعمال الإرهابية للولايات المتحدة وإسرائيل، ودعوا إلى "الانتقام" من الدولتين.
في المقابل أدانت فصائل فلسطينية، الجمعة، اغتيال العالِم النووي الإيراني محسن فخري زادة في العاصمة الإيرانية طهران. جاء ذلك في بيانات أصدرتها حركات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"المجاهدين".
حيث قالت حركة "الجهاد الإسلامي": "ندين بشدة حادث الاعتداء الإرهابي الآثم على فخري زادة، الذي قضى شهيداً في جريمة اغتيال جبانة وغادرة تحمل بصمات صهيوأمريكية واضحة". كما أضافت في بيان: "هذا العمل الإرهابي الجبان هو استهداف لمقومات النهضة والتقدم العلمي في العالم الاسلامي بشكل عام وإيران بشكل خاص".
حركة "حماس" أدانت أيضاً اغتيال العالم الإيراني زادة. واعتبرت، في بيان، أن الاغتيال تزامن مع "تهديدات أمريكية وصهيونية متواصلة لإيران، بهدف حرمانها وحرمان الأمة من امتلاك أدوات التقدم العلمي والقوة".
حيث قالت إن الهدف هو إبقاء أدوات التقدم العلمي والقوة في "يد الاحتلال الصهيوني ومشروعه الاستيطاني التوسعي الذي يستهدف كل الأمة".
أيضاً، قالت "حركة المجاهدين" إن "طريقة الاغتيال تشير بأصابع الاتهام إلى العدو الصهيوني كمسؤول عن اغتيال الدكتور زادة". واعتبرت أن "اغتيال الدكتور زادة باعتباره أحد العلماء المؤثرين في مجال الأبحاث العلمية في إيران، ووضعه على قائمة عقوبات الأمم المتحدة يأتي في إطار تصفية عناصر القوة البشرية في الأمة".