أقرت محكمة كندية الخميس 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بتخفيف الحكم بالسجن المؤبد الصادر على كندي قتل ستة مصلين بالرصاص في أحد مساجد مدينة كيبيك، في يناير/كانون الأول 2017 إلى 25 عاماً، معتبرة أن سجنه مدى الحياة غير دستوري.
الحكم الذي خففته المحكمة صدر في 2019 بحق ألكسندر بيسونيت، الذي سيبلغ من العمر 31 عاماً الأسبوع المقبل، وتضمن السجن المؤبد مع عدم إمكانية الإفراج المشروط لمدة 40 عاماً.
"غير دستوري": محكمة الاستئناف في كيبيك اعتبرت بالإجماع "غير دستورية"، مادة أدرجت في قانون العقوبات المعدل في 2011 وسمح للقضاة بفرض عقوبة السجن المؤبد على بيسونيت، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية الجمعة.
تسمح هذه المادة "بإصدار عدد من الأحكام المتتالية بالسجن مدى الحياةعلى مرتكب جرائم عديدة، قبل أن يصبح من الممكن منحه حرية مشروطة"، فيما رأت أعلى هيئة قضائية كندية أنها تشكل انتهاكاً للحقوق والحريات الكندية.
وكان الادعاء قد طلب حكماً بالسجن لـ 150 عاماً وهو الأطول في كندا، بينما طالب الدفاع بخفضه إلى 25 عاماً، فيما حسم القاضي الذي أدار محاكمة حينها بالحكم بالسجن أربعين عاماً لأنه رأى أن "فرض عقوبة تزيد عن العمر المتوقع للقاتل" قد يؤدي إلى "إثارة شكوك في مصداقية النظام القضائي".
في قرارها، قالت محكمة استئناف كيبيك إنها متفقة مع قاضي محكمة الدرجة الأولى، بأن المادة المدرجة في قانون العقوبات تتعارض مع الميثاق الكندي للحقوق والحريات، الذي يتمتع بقيمة دستورية.
وأوضحت هيئة المحكمة المؤلفة من ثلاثة قضاة أن المادة "تسمح بفرض عقوبة ستكون في جميع الأوقات قاسية وغير منصفة وغير متكافئة بشكل مبالغ فيه".
رفض للقرار: من جانبه، عبر المتحدث باسم مسجد كيبيك بوفلجة بن عبدالله عن أسفه، حيث قال تعليقاً على القرار "خيبة أمل هي الكلمة التي تخطر ببالنا".
أضاف بن عبدالله أن المسجد "سيحتاج إلى الوقت لقراءة القرار" قبل البت في مسألة تقديم طلب استئناف أمام المحكمة العليا لكندا.
فيما قالت النيابة أيضاً إنها ستجري "تحليلاً دقيقاً" للحكم الذي يطرح "العديد من التساؤلات القانونية المعقدة"، مؤكدة أنها "تفكر في الضحايا والأقارب والمجتمع الذين يجب أن يعيشوا من جديد هذه الأحداث المأساوية في كل مرحلة قضائية".
حادثة مروعة: كان بيسونيت اقتحم في 29 يناير/كانون الثاني 2017 مسجد مدينة كيبيك وأطلق الرصاص على أربعين رجلاً وأربعة أطفال كانوا يؤدون صلاة العشاء.
وقال أحد الشهود خلال المحاكمة إن بيسونيت أطلق عشرات طلقات ثم تراجع إلى منطقة آمنة لإعادة تحميل مسدسه أربع مرات على الأقل "كما لو أنه كان يلعب لعبة فيديو".
قُتل في هذه الحادثة ستة أشخاص وأصيب خمسة آخرون بجروح خطيرة في الاعتداء. وجميع الضحايا من المهاجرين إلى كندا من الجزائر والمغرب وتونس وغينيا.