قالت ثلاثة مصادر استخباراتية لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" كان وراء اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة، فيما لم تكشف ما إذا كانت أمريكا تعلم بالأمر أم لا.
حسب تقرير للصحيفة، فإن البيت الأبيض رفض التعليق على هذا الأمر، فيما ما زال الغموض يلف معرفة الولايات الأمريكية بأمر الاغتيال أم لا، خاصةً أن العديد من التقارير ذكرت أن تل أبيب تبادلت معلومات استخباراتية مع واشنطن بخصوص العالم الإيراني.
قبل فترة قصيرة، اتهمت مخابرات أمريكا وإسرائيل العالم النووي بكونه المدبر لبرنامج سري إيراني من أجل ابتكار رأس حربي ذري.
أصابع الاتهام موجهة لتل أبيب
مباشرة بعد الإعلان عن اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة، توجهت أصابع الاتهام صوب إسرائيل، خاصةً أن اسم زادة سبق أن ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه من المقربين للمرشد الأعلى الإيراني.
إذ أكدت وزارة الدفاع الإيرانية خبر اغتيال فخري زادة، وقالت في بيان: "قامت عناصر إرهابية مسلحة، بعد ظهر اليوم الجمعة، بالهجوم على سيارة محسن فخري زادة رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع".
بينما قال مسؤول من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، إن المكتب يمتنع عن التعليق على أنباء عن هجوم استهدف عالماً نووياً إيرانياً بارزاً، أعادت وسائل إعلام إسرائيلية نشر تصريحات سابقة لنتنياهو بخصوص زادة.
في كلمة مسجلة أعلن فيها نتنياهو، عام 2018، عن استيلاء الاستخبارات الإسرائيلية على حزمة واسعة من الوثائق المتعلقة بمساعي طهران لتطوير ترسانة نووية، وصف فخري زادة بأنه يقود برنامج طهران النووي العسكري، وقال نتنياهو حينئذ: "تذكَّروا هذا الاسم: فخري زادة".
تلميح نتنياهو لاغتيال محسن فخري زادة
فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمَّح في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، إلى "دور إسرائيلي في اغتيال العالم الإيراني (محسن فخري زادة)".
لم تقدم "يديعوت" مزيداً من التفاصيل بهذا الخصوص، غير أن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت أن "رئيس الوزراء نتنياهو صرّح (في المؤتمر الصحفي) بعد إعلان اغتيال العالم النووي الإيراني، قائلاً: لا أستطيع مشاركة كل ما فعلته هذا الأسبوع".
بينما قالت القناة الـ13 الإسرائيلية، إن العالم الإيراني محسن فخري زادة عمِل تحت قيادة المرشد الأعلى "خامنئي" وكان رجله السري، حيث كان يعرف كيف يترجم الأيديولوجية إلى سياسة، العلاقة هذه كانت فريدة من نوعها.
حتى الغرب كان يتابعه
في عام 2014، تطرق دبلوماسي غربي في حديث لوكالة "رويترز"، إلى دور هذا العالم في برنامج طهران النووي، قائلاً: "إذا قررت إيران عسكرة (عمليات التخصيب) فإن فخري زادة سيُعرف بأبي القنبلة النووية".
في التقرير نفسه نقلت "رويترز" عن مصدر إيراني رفيع المستوى، تأكيده أن فخري زادة يحوز ثلاثة جوازات وينفذ كثيراً من الرحلات الخارجية، لاسيما إلى دول آسيا، بغية الحصول على "آخر معلومات من الخارج"، مضيفاً أن هذا العالم ملتزم بتطور إيران التكنولوجي ويحظى بالدعم الكامل من المرشد الأعلى علي خامنئي.