نقلت صحيفة The Times البريطانية في تقرير لها نشرته الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن هارباً من كوريا الشمالية قال إنه استطاع اجتياز المنطقة منزوعة السلاح شديدة التحصين، لأنه لاعب جمباز سابق وقد استخدم مهاراته الأكروباتية للقفز فوق سياجٍ بطول ثلاثة أمتار والفرار إلى كوريا الجنوبية.
حيث يُقال إن الرجل، الذي لم يُذكر اسمه بعد، قصيرٌ وفي أواخر العشرينيات، وأفلت من الدوريات العسكرية وأجهزة الاستشعار المحيطة بالسياج، رغم اكتشافه في وقتٍ سابق بواسطة معدات المراقبة في المنطقة منزوعة السلاح.
الرصد بالكاميرات الحرارية: وجرى رصد الهارب، بالكاميرات الحرارية صباح الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وهو على الجانب الكوري الشمالي، ثم رصدته كاميرات المراقبة في الليلة التالية وهو يتسلّق سياجاً من الأسلاك الشائكة.
فيما نشر الجيش الكوري الجنوبي جنوداً إضافيين؛ لتفتيش المكان بحثاً عن الرجل، وإقامة الحواجز على الطرقات، لكنّهم عجزوا عن العثور عليه. وجرى اعتقاله بنهاية المطاف، بواسطة دورية جيش في الصباح التالي، على بُعد أكثر من 1.5 كيلومتر داخل الحدود.
في المقابل يفحص رؤساء هيئة الأركان المشتركة بكوريا الشمالية المسار الذي سلكه عبر المنطقة منزوعة السلاح، التي يبلغ عرضها نحو أربعة كيلومترات ويمتد طولها إلى 257 كيلومتراً وهي مُلغّمةٌ بالكامل. ويُحققون في سبب عدم تفعيل أجهزة الاستشعار على السياج، وفقدان الجنود لأثره.
مهارات في الجمباز: ويُقال إنّ محقّقي كوريا الجنوبية أجبروا الهارب على تأدية قفزاته الأكروباتية؛ للتأكُّد من مزاعمه، وتوثّقوا من أنّه يمتلك مهارات في الجمباز.
يُذكر أنه منذ عام 1948، انطلق نحو 32 ألف شخص في الرحلة من الشمال إلى الجنوب، بينما شهد عام 2016 أقل عددٍ من الهاربين بنحو 1.400 شخص فقط.
فيما يُسافر غالبيتهم براً عبر الصين شمالاً أو جنوب شرقي آسيا، ويُساعدهم في ذلك عادةً مهربو البشر. لكن القليلين هم من يسلكون المسار الخطير باجتياز المنطقة منزوعة السلاح.
وعادةً ما تنجرف قوارب الصيد بطول الحدود البحرية، لكن ذلك يحدث في الغالب عن طريق الصدفة، بسبب الأعطال الميكانيكية. ويختار العديد من الصيادين العودة إلى وطنهم، لكن من يطلبون البقاء يُسمح لهم بذلك عادةً.
أما في مراكز إعادة التوطين، فيجري تعليمهم المهارات الأساسية، مثل استخدام آلات السحب النقدي. ولكن في عام 2015، ظلّ نحو 47% من الهاربين بلا عمل. لدرجة أن المهنيين، من أطباء ومحامين، الذين فرّوا من كوريا الشمالية، وجدوا أن خبراتهم ومؤهلاتهم ليست ذات فائدةٍ تُذكر في الدول الأخرى.
لكن هناك معدلات عالية من البطالة، وإدمان الكحول، والاكتئاب بين الهاربين. إذ وجد مسحٌ أجرته حكومة كوريا الجنوبية، أنّ 15.2% من حالات الوفاة بين الهاربين عام 2018 كان سببها الانتحار، أي ثلاثة أضعاف المعدل الوطني.