ذكرت صحيفة wall street journal، الإثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن مستشاراً سعودياً كبيراً أكد لقاء نتنياهو ومحمد بن سلمان، لكنه قال إنه لم يتم التوصل إلى اتفاقات، في وقت وصفت فيه حركة حماس الزيارة التي أجراها نتنياهو بشكل سري للسعودية بـ"الخطيرة"، فيما وصف وزير التعليم الإسرائيلي يوآف غالانت الزيارة بـ "الحلم"، قائلاً إن"هذا أمر حلم به أسلافنا".
تفاصيل الزيارة: بحسب تقرير الصحيفة، فإن المستشار قال إن نتنياهو وبن سلمان ناقشا التطبيع والملف الإيراني في اجتماعهما السري، كما كشفت وسائل إعلام عبرية تفاصيل عن الزيارة قائلة إن نتنياهو سافر على متن طائرة مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي أودي أنجل، حيث وصل إلى مدينة نيوم السعودية المطلة على البحر الأحمر، في تمام الساعة الثامنة مساء الليلة الماضية، واستغرقت الرحلة قرابة 5 ساعات فقط.
كما رافق نتنياهو في رحلته رئيس الموساد يوسي كوهين، فيما خيّمت أجواء السرية على تلك الزيارة السريعة التي امتنع مكتب نتنياهو عن الإدلاء بأي معلومات عنها، بينما اكتفى بالإعلان عن تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً له اليوم الإثنين بشأن فيروس كورونا المستجد، بدعوى عدم الانتهاء من إعداد التوصيات بشأن استخدام الوسائل الرقمية للحد من الوباء، وهي القصة التي أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن الهدف منها التغطية على الرحلة السرية للسعودية.
فيما لم يصدر تعقيب من الرياض وواشنطن بخصوص هذه الأنباء.
احتفاء إسرائيلي: وزير التعليم الإسرائيلي يوآف غالانت قال معلقاً على الزيارة إن الشيء الرئيسي من هذه الخطوة هو القبول الحار لإسرائيل من قِبَل العالم السني و"إزالة العملية العدائية برمتها"، مضيفاً أنه بدأ يظهر محور يضم إسرائيل والولايات المتحدة وكل من يشارك في مواجهة إيران، وتابع الوزير قائلاً إنه مجرد عقد الاجتماع وإعلانه، حتى لو كان شبه رسمي، أمر مهم للغاية.
التطبيع مع تل أبيب: تأتي زيارة نتنياهو إلى السعودية، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، بعدما وقعت البحرين والإمارات منتصف سبتمبر/أيلول 2020، اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل، بالبيت الأبيض، وسط رفض فلسطيني واسع.
وعلى الرغم من أن السعودية لم تُطبّع علاقاتها مع إسرائيل، فإنها في المقابل لم تظهر رفضاً كاملاً لإقامة علاقات مع تل أبيب، إذ قال وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن تطبيع بلاده وإٍسرائيل من المتصور حصوله في النهاية.
جاءت تصريحات آل سعود في حديثه إلى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وقال: "نحن ملتزمون بالسلام وهو ضرورة استراتيجية للمنطقة، والتطبيع مع إسرائيل في نهاية المطاف جزء من ذلك، وهذا ما اقترحته خطة السلام العربية وما جاء في اقتراح المملكة عام 1981، لذلك نحن دائماً نتصور أن التطبيع سيحصل، لكن علينا أيضاً أن نحصل على دولة فلسطينية وعلى خطة سلام فلسطينية إسرائيلية".
كذلك أشار آل سعود إلى أن "التركيز الآن يجب أن يخصص لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات في النهاية، إذ إن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى سلام واستقرار دائمين هو اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مضيفاً: "إذا لم ننجح في تحقيق ذلك، فسيبقى الجرح مفتوحاً في المنطقة".