قال مساعدو الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، الأحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إنه سيعلن أسماء أول مجموعة من الوزراء، يوم الثلاثاء المقبل، فيما أشارت وكالة بلومبيرغ الأمريكية إلى أن بايدن يعتزم تعيين أنتوني بلينكين وزيراً للخارجية.
إدارة بايدن: يأتي ذلك في الوقت الذي يضع فيه بايدن الأساس لإدارته الجديدة، على الرغم من رفض الرئيس دونالد ترامب الإقرار بالهزيمة، ومن المقرر أن يتولى بايدن منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2021.
فمنذ إعلان فوز بايدن قبل أسبوعين، رفع ترامب سلسلة من الدعاوى القضائية ومارس ضغوطاً هائلة لمنع الولايات من التصديق على نتائج الانتخابات، ومُني السبت 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بخسارة دعوى قضائية جديدة في ولاية بنسلفانيا.
رون كلين، الذي عينه بايدن كبيراً لموظفي البيت الأبيض، حث إدارة ترامب وخاصة إدارة الأجهزة العامة، على الاعتراف رسمياً بفوز بايدن للسماح ببدء عملية نقل السلطة، وقال: "آمل أن تقوم مديرة إدارة الأجهزة العامة (إميلي مورفي) بعملها".
وكشف بايدن عن سلسلة من الأسماء المختارة للعمل في البيت الأبيض، وقال كلين: "سترون أول أعضاء يختارهم (بايدن) للعمل في إدارته هذا الثلاثاء"، لكنه أحجم عن ذكر أسماء.
بايدن أشار إلى أنه اختار وزيراً للخزانة، وضمت القائمة المختصرة رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) السابقة جانيت يلين، والمسؤولة بالمجلس لايل برينارد، والمسؤولة السابقة بالمجلس سارة بلوم راسكين، ورئيس الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا رفاييل بوستيك.
وزارة الخارجية: في السياق ذاته، ذكرت وكالة بلومبيرغ، أمس الأحد، نقلاً عن مصادر لم تحددها، أن الرئيس بايدن يعتزم تعيين أنتوني بلينكين وزيراً للخارجية، متوقعة أن يتم الإعلان عن ذلك يوم الثلاثاء المقبل.
كذلك نقلت وكالة رويترز عما قالت إنه حليف لبايدن – طلب عدم الكشف عن اسمه – قوله إن بلينكين هو الخيار المرجح لبايدن لمنصب وزير الخارجية.
الوكالة لفتت أيضاً إلى أن مستشارة الأمن القومي السابقة سوزان رايس كانت من أبرز الأسماء المرشحة أيضاً لمنصب وزير الخارجية.
وفيما يتعلق بمراسم تنصيب الرئيس الجديد لأمريكا، قال كلين إنها ستكون تقليدية لكن على نطاق أصغر، وعادة ما تجتذب احتفالات التنصيب والأحداث ذات الصلة حشوداً ضخمة إلى واشنطن.
إلا أن تقليص مراسم التنصيب سببه التزايد الحاصل في عدد الإصابات والوفيات بسبب مرض كوفيد-19 في أنحاء كثيرة من الولايات المتحدة، حيث أودت جائحة فيروس كورونا بحياة حوالي 256 ألف أمريكي.
كلين قال في هذا السياق: "نعلم أن الناس يريدون الاحتفال. هذا أمر يجب الاحتفال به… نريد فقط أن نحاول إيجاد طريقة للقيام بذلك بأمان قدر الإمكان".
ترامب يرفض الهزيمة: وبينما يواصل فريق بايدن العمل والاستعداد لقيادة البلاد، لا يزال ترامب يرفض الإقرار بالهزيمة، إذ يتهم المنتقدون، ومنهم الديمقراطيون وبعض الجمهوريين، ترامب بمحاولة تقويض الثقة في النظام الانتخابي الأمريكي ونزع الشرعية عن فوز بايدن من خلال الترويج لادعاءات كاذبة عن تزوير أصوات الناخبين.
كان ترامب قد كتب على تويتر صباح أمس الأحد: "قاتلوا بشدة يا جمهوريون"، في تأكيد لروايته التي لا أساس لها عن تزوير الانتخابات، إلا أن جميع محاولاته في المحاكم لإجهاض عمليات التصديق على النتائج بولايات جورجيا، وميشيغان، وأريزونا باءت بالفشل.
في الوقت نفسه، بدأ بعض رفاق ترامب الجمهوريين في الكونغرس ينفضون من حوله وإن كان لا يزال يلقى دعماً من العديد منهم خاصة الأعضاء البارزين، وفقاً لوكالة رويترز.
ووصف حاكم ولاية نيوجيرسي السابق، كريس كريستي، الذي عمل مستشاراً لترامب، الفريق القانوني للرئيس بأنه "مبعث إحراج على المستوى الوطني".
كذلك قال حاكم ولاية ماريلاند الجمهوري، لاري هوجان لشبكة "سي.إن.إن": "لقد بدأنا نبدو مثل جمهورية موز"، منتقداً رفض الكثيرين في حزبه الاعتراف بهزيمة ترامب. وأضاف: "بصراحة أشعر بالحرج لأن الكثير من أعضاء الحزب لا يفصحون عن مواقفهم".
من جانبهم، يقول منتقدون إن رفض ترامب الإقرار بهزيمته له تداعيات خطيرة على الأمن القومي وجهود التصدي لفيروس كورونا، الذي أودى بحياة ما يقرب من 256 ألف أمريكي، كما أنه يعرقل عمل فريق بايدن.
في هذا الصدد، قال كلين إن بايدن محروم من الإحاطات المخابراتية التي يحق له الحصول عليها، ومن الحصول على تقارير مكتب التحقيقات الاتحادي عن خلفيات المرشحين المحتملين لتولي مناصب في إدارته، ومن التواصل مع مسؤولي المكتب للمساعدة في وضع خطط، من بينها خطة تهدف لتفادي التأخير في طرح لقاح كوفيد-19.
يُذكر أن بايدن حصل على ستة ملايين صوت أكثر من ترامب في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وحصد أيضاً 306 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 232 لترامب وهي الأصوات التي تحدد من سيؤدي اليمين في 20 يناير/كانون الثاني 2020.