دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لنظام اقتصادي عالمي أكثر عدلاً من النظام الحالي القائم على الجشع والهيمنة والظلم.
أردوغان الذي تحفظت بلاده على بيان مجموعة العشرين قال في كلمة له أثناء القمة إن النظام الاقتصادي العالمي الحالي لا يمكنه أن يحمي الإنسانية والطبيعة. مضيفاً أنه ليس هناك فرصة لنجاح نظام لا يخدم الناس ولا يمنحهم الاستقرار والرخاء، ولا يوفر لهم العدل والأمن.
كما أشار إلى أن جائحة فيروس كورونا عمّقت العديد من القضايا في مقدمتها الفقر وعدم المساواة، مضيفاً أن الأشقاء في إفريقيا والأصدقاء في آسيا وأمريكا اللاتينية يواجهون صعوبات خطيرة، واللاجئين والمشردين قسراً هم الفئة الأكثر ضعفاً أمام الوباء.
الرئيس التركي قال أيضا إنه "إلى جانب المصاعب الاقتصادية، هناك من يناضل ضد معاداة الإسلام وكراهية الأجانب، ولا يمكننا تجاهل هذا الوضع الخطير، وعلينا تعزيز الدعم المالي للمساعدات الإنسانية الموجهة للمجتمعات التي تواجه خطراً والمناطق المتضررة من الحروب".
اللاجئون في تركيا: ولفت إلى أن بلاده هي الدولة المستضيفة لأكبر عدد من اللاجئين بالعالم في السنوات الست الأخيرة "نستضيف أكثر من 4 ملايين أجنبي في بلادنا غالبيتهم سوريون، ونوفر الحماية والمساعدة لملايين المحتاجين في إدلب ومناطق عديدة داخل سوريا، هذه الأرقام أكبر من عدد سكان العديد من مدننا الكبيرة".
من جهة أخرى، أشار أردوغان إلى أهمية نضال تركيا في سبيل الحقوق والحرية والعدالة على مختلف الجبهات بدءاً من سوريا وليبيا، مروراً بشرق البحر المتوسط وإقليم "قره باغ" الأذربيجاني، وصولاً إلى العراق وفلسطين.
رئيس الجمهورية التركي أضاف أنه ليس من حسن النية توجيه انتقادات لبلاده أو النيل من سمعتها "فنحن قبل كل شيء نعمل على ضمان أمننا القومي والحفاظ على أرواح وممتلكات مواطنينا، ثم المساهمة في تحقيق الاستقرار والطمأنينة والسلم الأهلي في منطقتنا والمناطق التي تربطنا بها صلات تاريخية".
كما أكد على أن تركيا العضو الوحيد في حلف شمال الأطلسي "ناتو" الذي قاتل تنظيم داعش الإرهابي وجهاً لوجه في سوريا. وأشار إلى أن بلاده بمفردها ألقت القبض على نحو 9 آلاف إرهابي أجنبي ورحَّلتهم إلى بلدانهم، وفرضت حظر دخول لنحو 100 ألف شخص لديهم صلات مع مناطق الاشتباك.
قضية شرق البحر المتوسط: كما قال أردوغان إن الدعم الذي قدمته تركيا لحكومة الوفاق الوطني الليبية بموجب اتفاقية التدريب والاستشارة حال دون جر ليبيا إلى حرب أهلية.
وشدد على أن تركيا حافظة على هدوئها وصبرها في قضية شرق المتوسط رغم استفزازات اليونان وإدارة جنوب قبرص الرومية. ولفت إلى أن تركيا ساهمت في إنهاء احتلال أرمينيا لإقليم "قره باغ" الأذربيجاني الذي دام 30 عاماً.
تركيا لم توافق على بيان القمة: وتحفظت تركيا على بيان قمة العشرين حيث قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان في مؤتمر صحفي في ختام اجتماعات قمة مجموعة العشرين التي استمرت يومين إن البيان الختامي للمجموعة حظي بموافقة جميع الدول المشاركة، لكن تركيا أرادت أن "يُسمع صوتها".
البيان الختامي للدورة الـ15 لمجموعة العشرين أكد على التزام المجموعة بقيادة العالم نحو التعافي بعد جائحة "كورونا"، والعمل على إعادة اقتصادات المجموعة إلى مسارها.
القمة انعقدت على مستوى القادة "افتراضياً"، برئاسة السعودية يومي 21 و22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 فيما ستعقد القمة المقبلة 2021 في إيطاليا.
البيان قال إن القمة أكدت على "دعم جميع الدول النامية والأقل نمواً في مواجهة كورونا، مع التركيز بشكل خاص على الفئات الأكثر تأثراً بالجائحة".
كما ذكرت المجموعة أن العالم "شهد تعافياً اقتصادياً تدريجياً خلال الشهور القليلة الماضية، لكنه تعافٍ غير متكافئ ويحيطه عدم يقين بسبب عودة تفشي كورونا".
ووفق البيان "مددت المجموعة مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين 6 أشهر إضافية حتى يونيو/حزيران 2021". وأورد أن "46 دولة تقدمت بطلبات الاستفادة من مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، بإجمالي 5.7 مليارات دولار من خدمة الدين لعام 2020".
المجموعة أكدت على "التزامها بتمكين الإنسان والحفاظ على كوكب الأرض، ومواجهة التحديات الراهنة واغتنام فرص القرن الـ21 للجميع"، وفق البيان.