كشف تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، يوم الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن ناشطات في ملف حقوق المرأة تعرضن للاعتداء الجنسي والتعذيب في سجون المملكة العربية السعودية.
كذلك فقد نقلت الصحيفة عما قالت إنه تقرير تناول ملف سجناء وسجينات حقوق الإنسان في السعودية، أن هناك 309 سياسيين عانوا من انتهاكات حقوق الإنسان منذ أن أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد في المملكة في عام 2017.
مواجهة الموت في السعودية: حيث تقول مؤسسة جرانت ليبرتي الخيرية لحقوق الإنسان، التي أعدت التقرير، إن الناس واجهوا الموت بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا في سن التاسعة.
كذلك قال التقرير الذي يأتي قبل أيام من استضافة السعودية لمجموعة العشرين، يوم السبت، إن 27 سجينة سياسية كنّ ناشطات في مجال حقوق المرأة، 6 منهن تعرضن لاعتداء جنسي.
من جانبها قالت شقيقة الناشطة في مجال حقوق المرأة السعودية لجين الهذلول -التي دخلت اليوم الثالث والعشرين من الإضراب عن الطعام- إنها تعرضت للتعذيب والاعتداء الجنسي في السجن.
حيث قالت لينا الهذلول، شقيقة لجين الصغرى: "أختي ناشطة في مجال حقوق المرأة حاصلة على جوائز، وقد تم ترشيحها لجائزة نوبل، ويتم الاحتفاء بها في جميع أنحاء العالم".
سجن شديد الحراسة: كذلك قالت لينا الهذلول إنه "في المملكة العربية السعودية تقبع لجين الهذلول في سجن شديد الحراسة، حيث تعرضت أختي للتعذيب والإهانة والاعتداء الجنسي".
الصعق بالكهرباء: وتقول منظمات حقوق الإنسان إن لجين أُجبرت على تحمل الإساءات، بما في ذلك الصعق بالكهرباء والجَلد والتحرش الجنسي أثناء وجودها في السجن.
يذكر أنه تم القبض على لجين، التي نجحت في حملتها لكسب حق قيادة السيارة للمرأة السعودية، إلى جانب 10 ناشطات أخريات في مجال حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية، في مايو/أيار 2018، قبل أسابيع من إلغاء الدولة لحظر القيادة.
في المقابل تنتظر لجين المحاكمة بتهمة التواصل مع جهات أجنبية معادية للسعودية، وتجنيد موظفين حكوميين لجمع معلومات سرية، وتقديم دعم مالي لكيانات في الخارج معادية للمملكة، لكن المسؤولين السعوديون نفوا مزاعم التعذيب، وقالوا إنهم يحققون في مزاعم سوء المعاملة.
من جانبه قال عبدالله الغامدي، ناشط سعودي يعيش في المنفى: "في عام 2012 مُنحت حق اللجوء في بريطانيا، كنت أقوم بحملة لإنهاء الديكتاتورية والسياسات الاستبدادية في المملكة العربية السعودية".
كذلك أضاف الغامدي: "كنت محظوظاً لأنني خرجت، لكن هناك قصة أخرى لعائلتي، فقد تم اعتقال والدتي عايدة الغامدي واثنين من إخوتي، لم يتم تقديم أي تفسير، تم القبض عليهم، ليس لأنهم ارتكبوا جريمة، ولكن بسبب نشاطي. والدتي تبلغ من العمر 64 عاماً، وتعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم".
تعذيب شديد: الغامدي سرد بعضاً من أشكال التعذيب بحق أسرته فقال: "عندما تم القبض عليها مع أخي تعرضا للتعذيب أمام بعضهما البعض، تعرضا للضرب، وتم إطفاء السجائر على جلدهما. أُجبر أخي على تسجيل مقطع فيديو يدينني، حتى تتمكن القنوات السعودية الرسمية من نشره على وسائل التواصل الاجتماعي. قيل لي إن أي اتصال مع عائلتي سيعرّض حياتهم للخطر أكثر".
فيما قال التقرير إن الحبس الانفرادي المطول يُستخدم على نطاق واسع من قِبل السلطات، بينما يُمنع السجناء مراراً وتكراراً من استشارة فرقهم القانونية.
من جانبه، قال عبدالله العودة، وهو نجل سلمان العودة، أحد أبرز أبطال الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان في السعودية: "والدي يواجه عقوبة الإعدام في السعودية".
مشيراً إلى أن والده قام بتغريد رسالة بريئة إلى 14 مليون متابع على تويتر، يتمنى فيها إنهاء المواجهة الدبلوماسية مع قطر.
تأتي هذه التقارير في الوقت الذي تدعو فيه منظمة العفو الدولية قادة مجموعة العشرين الذين يذهبون إلى القمة الافتراضية التي تستضيفها السعودية في نهاية هذا الأسبوع "لتحمل السلطات السعودية المسؤولية عن نفاقها المخزي في ملف حقوق المرأة"، مشيرة إلى أن تمكين المرأة جزء من أجندة مجموعة العشرين في المملكة.