حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، من أن اليمن "يواجه الآن خطراً وشيكاً لأسوأ مجاعة يشهدها العالم في عقود"، محذراً من مغبة اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب.
يأتي تحذير غوتيريش في الوقت الذي تهدد فيه الولايات المتحدة بوضع جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران بالقائمة السوداء، في إطار حملة "الضغط القصوى" على طهران. وأثار موظفو الإغاثة مخاوف من أن مثل هذه الخطوة قد تمنع وصول المساعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح إلى البلاد.
رداً على سؤال عن احتمال إدراج الولايات المتحدة حركة الحوثي باليمن على القائمة السوداء، قال غوتيريش للصحفيين: "في هذا الوضع بالغ الهشاشة فيما يتصل بالمجاعة وفي تلك اللحظة المفعمة بالآمال فيما يتعلق بالمحادثات، نعتقد أن أي تحرك أحادي آخر لن يكون إيجابياً على الأرجح. لا أظن أن علينا أن نغير أي شيء في اللحظة الراهنة".
لا محادثات سلام: وتدخَّل تحالف عسكري بقيادة السعودية في اليمن عام 2015، لدعم القوات الحكومية التي تقاتل جماعة الحوثي المدعومة من إيران. ويحاول مسؤولو الأمم المتحدة إحياء محادثات السلام لإنهاء الحرب، إذ تتفاقم معاناة البلاد أيضاً، بسبب الانهيار الاقتصادي وانهيار العملة وجائحة كوفيد-19.
غوتيريش حث في بيان، بوقت سابق، جميع أولئك الذين لديهم نفوذ، على التصرف بشكل عاجل إزاء هذه القضايا؛ لمنع الكارثة، "وأطلب أيضاً أن يتجنب الجميع اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يجعل الوضع المتردي بالفعل أسوأ". وقال غوتيريش: "في غياب إجراء فوري، ربما نفقد ملايين الأرواح"، وتصف الأمم المتحدة اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج 80% من السكان المساعدة.
دبلوماسي غربي كبير قال إنَّ وضع الولايات المتحدة للحوثيين على القائمة السوداء "لن يسهم بالتأكيد في إحراز تقدُّم باليمن"، وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه: "يريدون على الأرجح فعل كل ما يلزم لزيادة الضغط على إيران".
مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، قال إن الأمم المتحدة تلقت أقل من نصف احتياجاتها هذا العام، نحو 1.5 مليار دولار، لعملياتها الإنسانية في اليمن. وكانت المنظمة قد تلقت ثلاثة مليارات دولار، العام الماضي.
آلاف القتلى من الأطفال: إلى ذلك قالت منظمة سام للحقوق والحريات، إن عدد الأطفال الذين قُتلوا منذ اندلاع المعارك في اليمن، بلغ أكثر من 5700. وأضافت المنظمة، أن عيد الطفولة هذا العام "يأتي وأطفال اليمن يعيشون وضعاً كارثياً، من جرّاء سياسات أطراف الحرب، المتمثلة في مليشيا الحوثي، ودولتي السعودية والإمارات، خلال 6 سنوات من الحرب".
كما أوضحت أن "أكثر من 30 ألف طفل تعرضوا للانتهاك خلال الحرب من قِبل مليشيا الحوثي بنسبة 70%، والتحالف العربي بنسبة 15%، والحكومة الشرعية بنسبة 5%، وأطراف أخرى (لم تسمها) بنسبة 10%"، وفق قولها.
"سام" أوضحت أن 1300 طفل قُتلوا نتيجة تعرضهم لشظايا قاتلة من قِبل مليشيا الحوثي، و190 آخرين نتيجة إصابات مباشرة بالرصاص، بينما قُتل 175 بالقنص المباشر، و250 طفلا نتيجة إصابتهم بشظايا الألغام، و3 آلاف طفل في جبهات القتال، في حين قتل 800 طفل بقصف طيران السعودية والإمارات.