نفت إثيوبيا السبت 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 إجراء محادثات وشيكة حول الصراع المتنامي في إقليم تيجراي الشمالي، بعد ساعات فقط من اختيار ثلاثة رؤساء أفارقة سابقين للمساعدة في التوسط في الأزمة المستمرة منذ أسبوعين، ما يعني أن أديس أبابا قد رفضت وساطة الاتحاد الإفريقي الذي اختار وفداً لبدء المفاوضات.
حيث قالت حكومة أديس أبابا في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إن القوات الإثيوبية تسيطر على بلدات وتتقدم نحو ميكيلي عاصمة تيجراي رغم مقاومة قوات الإقليم التي استخدمت الجرافات لإلحاق أضرار بالطرق.
السيطرة على أديجرات: وقالت الحكومة إن قواتها سيطرت على بلدة أديجرات أثناء تقدمها نحو العاصمة. وتقع أديجرات على بعد 116 كيلومتراً شمالي ميكيلي عاصمة الإقليم، وهي كلها تصريحات تسير في طريق التأكيد على فشل وساطة الاتحاد الإفريقي.
فيما لم يتسن الحصول على تعليق من قوات تيجراي التي قالت الجمعة إنها تحرز تقدماً على الجبهتين الجنوبية والشمالية.
وكان من الصعب التحقق من تأكيدات جميع الأطراف لأن اتصالات الإنترنت والهاتف بالمنطقة معطلة منذ اندلاع الصراع في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
من ناحية أخرى ذكر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أنه سوف يلتقي المبعوثين الثلاثة الذين عينهم الاتحاد الإفريقي، لكن مكتبه نفى أيّ خطوة من جانب الأخير للتوسط في صراع دائر بين الحكومة الاتحادية ومنطقة تيجراي شمالي البلاد.
لكن أمكن رؤية علامات على الدمار في صور الأقمار الصناعية التي قدمتها شركة الفضاء التجارية ماكسار تكنولوجيز لرويترز. وأظهرت الصور المباني المدمرة على طول الطريق الرئيسي في بلدة دانشا حيث اندلع الصراع.
في المقابل قُتل المئات، وربما الآلاف، وفر ما يزيد على 30 ألف لاجئ إلى السودان، وأطلقت قوات تيجراي صواريخ على منطقة أمهرة الإثيوبية ودولة إريتريا المجاورة.
وساطة إفريقية: وأعلن الاتحاد الإفريقي في ساعة متأخرة من مساء الجمعة تعيين الرؤساء السابقين لموزمبيق يواكيم شيسانو وليبيريا إيلين جونسون سيرليف وجنوب إفريقيا كجاليما موتلانثي مبعوثين خاصين.
حيث قال الاتحاد في بيان "تتمثل المهمة الأساسية للمبعوثين الخاصين في إشراك جميع أطراف الصراع بهدف إنهاء الأعمال القتالية وتهيئة الظروف لإجراء حوار وطني شامل لحل جميع القضايا التي أدت إلى الصراع، فضلاً عن إعادة السلام والاستقرار إلى إثيوبيا".
كما قالت الحكومة الإثيوبية مراراً إنها لن تدخل في محادثات مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، التي تعتبرها إدارة منشقة، مشيرة إلى ما تصفه الحكومة بأنه هجوم مفاجئ شنته الجبهة على القوات الاتحادية في دانشا مما أطلق شرارة الصراع.
فريق عمل تيجراي: وكتب فريق العمل الحكومي المعني بإقليم تيجراي على تويتر صباح السبت "الأخبار المتداولة عن أن المبعوثين سيسافرون إلى إثيوبيا للتوسط بين الحكومة الاتحادية والعنصر الإجرامي في الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وهمية".
كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس الجمعة للصحفيين إن إثيوبيا غير مهتمة بالوساطة الخارجية. وأضاف "حتى الآن، لم تقبل السلطات الإثيوبية بأي شكل من أشكال الوساطة الخارجية".
في المقابل فقد عينت الحكومة الإثيوبية حكومة مؤقتة بديلة لتولي إدارة تيجراي بعد أن تسيطر قواتها على ميكيلي.
فيما تحظى الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بشعبية كبيرة في منطقتها الأصلية، وهيمنت على السياسة الوطنية منذ عام 1991 إلى أن تولى رئيس الوزراء آبي أحمد السلطة في عام 2018.