عبَّر المغرب وموريتانيا، الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عن "ارتياحهما الكبير" للتطور المتسارع في مسيرة التعاون الثنائي بينهما، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه العاهل المغربي محمد السادس مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وفق بيان للديوان الملكي المغربي.
هذا الاتصال بين البلدين يأتي ليُنهي الجدل الكبير الذي أُثير حول "تشنُّج العلاقات بين المغرب وموريتانيا"، كما أنه يأتي أيضاً في ظل سياق متوتر بين الرباط وجبهة "البوليساريو"، بعد تحرير القوات المغربية معبر الكركارات الحدودي مع موريتانيا.
بيان رسمي
حسب البيان، فإن قائدَي البلدين عبَّرا عن "ارتياحهما الكبير للتطور المتسارع الذي تعرفه مسيرة التعاون الثنائي، وعن رغبتهما الكبيرة في تعزيزه والرقي به، بما يسمح بتعميق هذا التعاون وتوسيع آفاقه وتنويع مجالاته".
كما أضاف البيان، أن الاتصال الهاتفي كان مناسبة تطرَّق فيها "قائدا البلدين إلى آخر التطورات الإقليمية".
من جهته، عبَّر ملك المغرب عن استعداده لإجراء زيارة رسمية لموريتانيا، موجِّهاً في الوقت نفسه، الدعوة إلى الرئيس الموريتاني لزيارة الرباط.
موقف نواكشوط من الأزمة
الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثلني 2020، أعلنت موريتانيا، أنها تتابع "بقلق بالغٍ" التوتر المتزايد بين المغرب وجبهة البوليساريو، على حدودها الشمالية في منطقة الكركارات.
إذ قالت وزارة الخارجية الموريتانية، في بيان، إنها "تتابع منذ أسابيع، بقلق بالغ، التوتر المتزايد على الحدود الشمالية في منطقة الكركارات، وتدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب منطق الحكمة".
كما أشار البيان إلى أن الوزارة أجرت في هذا السياق، العديد من الاتصالات؛ في مسعى حثيث لنزع فتيل الأزمة، دون مزيد من التفاصيل.
وحث على ضرورة السعي للحفاظ على وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل توافقي عاجل للأزمة وفق آليات الأمم المتحدة، بما يحفظ مصالح الأطراف ويجنِّب المنطقة مزيداً من التوتر.
توتر على الحدود
كانت الرباط قد أعلنت استئناف حركة النقل مع موريتانيا عبر "الكركارات"، إثر تحرُّك للجيش المغربي أنهى إغلاق المعبر من جانب موالين لجبهة "البوليساريو"، منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
فيما أعلنت الجبهة، السبت، أنها لم تعد ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه مع المغرب عام 1991، برعاية الأمم المتحدة.
ويتنازع المغرب و"البوليساريو" حول السيادة على إقليم الصحراء، منذ أن أنهى الاحتلال الإسباني وجوده بالمنطقة، عام 1975.
وتحوَّل الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر "الكركارات" منطقة منزوعة السلاح.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تُؤوي لاجئين من الإقليم.