أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الخميس 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أن بلاده تعتزم تصنيف حركة مقاطعة إسرائل على أنها "معادية للسامية"، وذلك في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، في خطوة من شأنها أن تؤثر على الجهود المبذولة داخل الولايات المتحدة لمقاطعة إسرائيل على المستويات الاقتصادية والأكاديمية، والتي شهدت تجاوباً ملموساً في السنوات الأخيرة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزير الأمريكي في مدينة القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل ساعات من اعتزامه زيارة مرتفعات الجولان المحتلة، ومستوطنة في الضفة الغربية، في حدث يقوم به لأول مرة مسؤول أمريكي.
وصفها بـ"السرطان": خلال المؤتمر أعلن بومبيو أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات ضدّ حركة المقاطعة قريباً، وهو ما لقي ردّاً سريعاً من نتنياهو بالقول: "هذا مذهل".
وقال بومبيو مخاطباً نتنياهو "أريدك أن تعلم أننا سنتخذ خطوات على الفور لتحديد المنظمات التي تشارك في سلوك المقاطعة البغيض، وسحب دعم الحكومة الأمريكية لمثل هذه الجماعات"، واصفاً حركة مقاطعة إسرائيل بـ"السرطان".
صحيفة "The New York Times" الأمريكية، أشارت الخميس كذلك إلى أن إدارة ترامب ستعمل على إصدار قرارات تمنع الولايات المتحدة من دعم كل حركة أو مؤسسة يثبت أن لها علاقة مع حركة المقاطعة لإسرائيل.
ترحيب نتنياهو: من جانبه قال نتنياهو تعقيباً على كلمة بومبيو في المؤتمر: "أنا أشكر بحرارة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كل الخطوات التي اتخذها لصالح إسرائيل".
كما شكر نتنياهو بومبيو بشكل شخصي على "توثيقه التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، أثناء عمله وزيراً للخارجيّة، وقبل ذلك عند إدارته وكالة الاستخبارات المركزيّة (CIA).
تعقيب BDS: تعقيباً على تصريح وزير الخارجية الأمريكية، أصدرت حملة المقاطعة بياناً عبر موقعها الإلكتروني، قالت فيه: "إن محاولة تجريم الحركة وتقويضها لن تأتي إلا بمزيد من الفشل".
وأشارت الحملة إلى أن جهودها التي تشمل أوسع مظلة حقوقية لرفض نظام الاحتلال والاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيين، يشارك فيها عشرات المنظّمات اليهودية التقدمية، وكذلك مئات المثقفين اليهود البارزين عالمياً.
كما أكدت كذلك على أن هذه الخطوة تسعى إلى قمع وإسكات الدعوات والتحركات المناصرة للحقوق الفلسطينية داخل الولايات المتحدة، وترهيب المدافعين عن حقوق الإنسان.
زيارة الجولان: في المؤتمر، أشار بومبيو إلى نيته زيارة الجولان السوري المحتل، قائلاً: "اليوم سأحظى بفرصة لزيارة مرتفعات الجولان"، مؤكداً أن "مجرد الاعتراف (بهذه المنطقة) كجزء من إسرائيل كان قراراً اتخذه الرئيس ترامب، وحمل أهمية تاريخية، وكان ببساطة اعترافاً بالواقع".
والعام الماضي، اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً مثيراً للجدل، بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري، الذي احتلته اسرائيل عام 1967.
كما سيزور بومبيو مصنع نبيذ "بساغوت"، الذي أُنشئ على أراض محتلة في أول زيارة لمسؤول أمريكي إلى مستوطنة واقعة في الضفة الغربية.