أوشك ما في جعبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على النفاد، بعد فشل محاولاته في تغيير نتائج الانتخابات بولايات حاسمة كجورجيا وويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان، إذ أعلن مسؤولون في هذه الولايات أن نتيجة التصويت لن تتغير باعتراضات حملة ترامب أو بإعادة فرز الأصوات التي أعطت تقدماً واضحاً للمرشح الديمقراطي جو بايدن.
وللبقاء في منصبه، يحتاج ترامب تغيير النتائج في ثلاث ولايات على الأقل، وهو أمر غير مسبوق، للوصول إلى النصاب المطلوب في المجمع الانتخابي وهو 270 صوتاً، في الوقت الذي تسجل فيه النتائج شبه الرسمية، غير المصدقة بعد، تقدم بايدن بعد حصوله على 306 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 232 لصالح ترامب.
جورجيا: الرئيس ضُلل
ففي حين تشبث ترامب بالأمل في أن تؤدي إعادة الفرز اليدوي التي أمرت بها ولاية جورجيا، إلى محو تقدُّم بايدن، فإن مسؤولي الانتخابات بالولاية أكدوا، الأربعاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن نتائج إعادة الإحصاء من غير المرجح أن تقلب فوز بايدن بفارق 14 ألف صوت في الولاية.
كما قالوا إنها لن تقدم دليلاً على مزاعم ترامب غير المستندة إلى أدلة بالاحتيال على نطاق واسع.
جابرييل سترلينج، مدير نظام التصويت بالولاية، أكد في تصريح للصحفيين أن مزاعم ترامب بالاحتيال غير مستندة أبداً إلى أدلة، قائلاً إن الرئيس "تم تضليله على هذه الجبهة".
فيما قال وزير خارجية جورجيا الجمهوري براد رافينسبيرجر لشبكة (سي إن إن): "لا أعتقد أنها (إعادة الفرز) ستغير النتائج الإجمالية في نهاية المطاف".
يشار إلى أنه حتى صباح الأربعاء، انخفض تقدم بايدن على ترامب إلى 12781 صوتاً من 14156 في السابق، وفقاً لسترلينج مدير نظام التصويت في الولاية، الذي قال إنه يتوقع استكمال إعادة الإحصاء بحلول منتصف ليل الأربعاء، وتصديق الولاية عليها الجمعة.
ويسكونسن: لن تتغير النتيجة
بالمثل، قال مسؤولو الانتخابات في ويسكونسن إن إعادة إحصاء الأصوات جزئياً استجابة لطلب حملة ترامب لن تغير خسارة الرئيس الحالي في الولاية التي فاز بها في 2016.
حيث قالت لجنة الانتخابات في ويسكونسن إنها ستعيد إحصاء الأصوات في مقاطعتي ميلووكي ودين، وهما منطقتان يهيمن عليهما الديمقراطيون، بعد أن سددت حملة ترامب ثلاثة ملايين دولار من 7.9 مليون كلفة إعادة الإحصاء بالولاية بأكملها.
وأفاد سكوت ماكدونيل، المسؤول بمقاطعة دين، بأن إعادة الإحصاء ستبدأ الجمعة وتنتهي في غضون أيام، ولكنه قال إنها ربما لن تغير الحصيلة بشكل كبير، وأضاف: "بالتأكيد لا يوجد شيء قريب مما هو مطلوب لتغيير النتائج".
وفاز بايدن في ويسكونسن بفارق أكثر من 20 ألف صوت، وحصل على 49.5% من الأصوات مقابل 48.8% لصالح ترامب.
بنسلفانيا: اعتراض جديد
أما في ولاية بنسلفانيا، فقد قالت المحكمة العليا، الأربعاء، إنها ستنظر في طلب قدَّمته حملة الرئيس دونالد ترامب لإبطال آلاف الأصوات التي أدلى بها الناخبون عبر البريد في فيلادلفيا ولا تحمل بيانات المرسل على الظرف الخارجي.
كانت محكمة أدنى درجة قضت يوم الجمعة، برفض طلب حملة ترامب إبطال 8329 بطاقة اقتراع في فيلادلفيا، كبرى مدن الولاية، استناداً إلى أن الأظرف البريدية للبطاقات تفتقر إلى معلومات مثل طباعة الأسماء عليها والتاريخ والعناوين.
يشار إلى أنه حتى ولو قضت المحكمة بإلغاء هذه الأصوات فلن يغير ذلك من نتيجة هذه الولاية التي فاز فيها المرشح الديمقراطي جو بايدن بفارق نحو 82 ألف صوت، بحسب مركز إديسون للأبحاث.
ميشيغان: مزاعم كاذبة
من جانبه، يطعن ترامب كذلك في نتائج ميشيغان، إذ زعم الأربعاء أن عدد الأصوات في مدينة ديترويت، أكبر مدن الولاية، قد تجاوز عدد السكان.
حيث قال ترامب عبر تغريدة على تويتر: "في ديترويت، عدد الأصوات أكبر كثيراً من الناس. لا يمكن فعل أي شيء لمعالجة هذا الاحتيال الضخم. لقد فزت بولاية ميشيغان!".
من جانبها، قالت وكالة رويترز إن سجلات المدينة تظهر أن مجموع الأصوات المنتخبة هناك كانت 250138 صوتاً، وهذا أكثر بقليل من ثلث سكان المدينة البالغ 670031، وفقاً لمكتب الإحصاء الأمريكي.
فيما قال كبير مسؤولي الانتخابات في الولاية إن جميع المقاطعات، ومنها مقاطعة واين في ديترويت، قد صدقت على إحصاءاتهم.
عراقيل ترامب
مع بقائه بعيداً عن الأنظار، يصرُّ الرئيس الجمهوري على التنفيس عن غضبه عبر تويتر، فيما لم تلقَ دعاواه القضائية المتعلقة بالانتخابات في بنسلفانيا ونيفادا وميشيغان نجاحاً يذكر.
ويعرقل رفض ترامب الاعتراف بنتائج انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني الانتقال السلس لإدارة جديدة ويعقّد تعامل بايدن مع جائحة فيروس كورونا عند توليه المنصب في 20 يناير/كانون الثاني 2020.
كما أقال ترامب، الثلاثاء، مسؤول الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الذي أثار غضبه برفضه دعم مزاعم التزوير في الانتخابات.
موعد أخير
وتواجه الولايات موعداً نهائياً في 8 ديسمبر/كانون الأول للتصديق على نتائج الانتخابات قبل التصويت الرسمي للمجمع الانتخابي في 14 ديسمبر/كانون الأول.
فمن المقرر أن يقوم الكونغرس بإحصاء أصوات المجمع الانتخابي في السادس من يناير/كانون الثاني، وهو إجراء شكلي في العادة. لكن أنصار ترامب في مجلسي الشيوخ والنواب يمكن أن يعترضوا على النتائج في محاولة أخيرة لحرمان بايدن من 270 صوتاً وتحويل القرار النهائي إلى مجلس النواب.
من جانبهم، قال مسؤولو انتخابات من كلا الحزبين في أنحاء الولايات المتحدة إنه ليس هناك دليل على عبث بالأصوات، وخلصت مراجعة اتحادية إلى النتيجة ذاتها.
وحصل بادين على 306 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 232 لصالح ترامب. وفاز في الاقتراع الشعبي المباشر بفارق أكثر من 5.8 مليون صوت.