أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الثلاثاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أنه اختار 9 من كبار مسؤولي حملته الانتخابية لتولي مناصب رفيعة في البيت الأبيض، في خطوة تندرج في إطار تشكيله لفريق إدارته، وتأتي بعد أسبوع من اختياره كبير موظفي المقر الرئاسي.
اختيارات بايدن جاءت مميزة ومختلفة عن تشكيل إدارة ترامب، الذي تعرض لانتقادات بسبب تواجد أكبر عدد من البيض ومن الذكور منذ رئاسة رونالد ريغان، حيث يتواجد حالياً 4 نساء فقط ، مقابل 19 رجلاً في الإدارة الأمريكية، إضافة إلى هيمنة الرجال البيض على القضاء الفدرالي، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
لكن بايدن وكمالا هاريس التي ستكون أول امرأة وأول نائبة سوداء للرئيس، كانا مدركين لهذا التمييز، فوعدا ببناء فريق يعكس التركيبة السكانية الأمريكية المتغيرة، وبالفعل ضمت الموجة الأولى من التعيينات 5 نساء و4 أشخاص ملونين.
تعيينات بايدن: جاء في بيان لبايدن أن الولايات المتحدة "تواجه تحديات كبرى، وهم (هؤلاء التسعة) يحملون وجهات نظر متنوّعة ولديهم التزام مشترك بالتصدي لهذه التحديات لإخراج البلاد منها أقوى وأكثر اتحاداً".
كما يعتزم بايدن تعيين المئات في مناصب في البيت الأبيض في الأشهر المقبلة بينهم مديرة حملته الانتخابية جين أومالي ديلون نائبة لكبير الموظفين.
أما عن تفاصيل التعيينات، فستعمل أومالي ديلون البالغة 44 عاماً تحت إمرة رون كلين الذي أعلن بايدن الأسبوع الماضي أنه اختاره لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض.
يُذكر أن أومالي ديلون صاحبة خبرة واسعة في الحملات الانتخابية الرئاسية وقد شاركت في سبع منها، وكانت نائبة مدير حملة الرئيس السابق باراك أوباما في انتخابات 2012.
أيضاً قام بايدن باختيار مساعد مديرة حملته سيدريك ريتشموند النائب عن ولاية لويزيانا كبيراً لمستشاريه، وبذلك سيتخلى الديمقراطي المتحدّر من أصول إفريقية والبالغ 47 عاماً عن مقعده النيابي ليتفرّغ لمنصبه الجديد اعتباراً من 20 كانون الثاني/يناير، موعد تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة.
كذلك اختار بايدن لهذا المنصب (كبير مستشاري الرئيس) الديمقراطي المخضرم مايك دونيلون الذي هندس استراتيجية حملته الانتخابية.
كما جاء في بيان لكلين أن "الفريق الذي بدأنا بالفعل تشكيله سيمكّننا من التصدي للتحديات التي تواجهها بلادنا منذ اليوم الأول" من عمل الإدارة الجديدة.
كذلك اختار بايدن كبير موظفي السيدة الأولى العتيدة جيل بايدن وكبير مستشاريها، ومستشاره القانوني ومدير عمليات المكتب البيضوي.
بايدن يكافئ حملته الانتخابية: تبدو هذه التعيينات بمثابة مكافأة يقدمها بايدن للعديد من المستشارين الذين ساعدوا بايدن على الفوز على ترامب في انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني؛ حيث حصل المرشح الديمقراطي في المجمع الانتخابي على 306 أصوات مقابل 232 لمنافسه ترامب.
كما يعكس هذا الإعلان، تصميم بايدن على المضي قدماً في الانتقال، على الرغم من جهود ترامب الضعيفة بشكل متزايد لعكس مسار الانتخابات.
فقد كان من المقرر أن يناقش بايدن تهديدات الأمن القومي يوم الثلاثاء مع مستشاريه، وذلك بدلاً من مناقشة هذا الملف مع المسؤولين الحكوميين، حيث منعته إدارة ترامب من تلقي الإحاطات السرية التي تُمنح عادة لرئيس منتخب.
كما يأتي اختيار بايدن لموظفي إدارته في حين لا يزال الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب على موقفه الرافض الإقرار بالهزيمة في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، وفي توقيت يتواصل فيه امتناع إدارته عن التعاون رسمياً مع فريق بايدن المكلّف تنظيم عملية انتقال السلطة.