ذكر تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن الشرطة الألمانية ألقت القبض على ثلاثة أفراد من عائلةٍ يُشتبَه في أنهم وراء أكبر عملية سرقة لمتحف بالتاريخ الألماني الحديث، إذ سُرِقَت أكثر من مئة قطعة أثرية مُرصَّعة بالجواهر من الخزانة الملكية السابقة في دريسدن.
وفق المصدر نفسه، فقد اشترك أكثر من 1600 شرطي في مداهماتٍ على 18 عنواناً مختلفاً في الصباح الباكر بضاحية نويكولن، الواقعة في برلين والشهيرة بعصابات الجريمة المنظَّمة، كما سُلِّطَت أضواء التحقيق في سرقة متحف Green Vault على عشيرة ريمو، إحدى أقوى جماعات "المافيا العربية" في برلين.
سرقات هوليوودية
يُشتبَه الآن في تورُّط بعض الأعضاء بسرقة أحجار كريمة تبلغ قيمتها عشرات الملايين العام الماضي. في الرابعة صباحاً من يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، اقتَحَمَ شخصان على الأقل المتحف بعد نشوب حريقٍ في صندوق كهرباء قريب، مِمَّا أدَّى إلى قطع الكهرباء عن جزءٍ كبيرٍ من النظام الأمني للمتحف.
قطع اللصوص القضبان الحديدية على نافذةٍ في الطابق الأرضي، وحطَّموا العديد من صناديق العرض بفأس، وأخذوا ثلاث مجموعاتٍ من أصل 37 حلية مُرصَّعة بالجواهر من القرن الثامن عشر.
مسروقات باهظة
من بين القطع الأثرية المسروقة ألماسة دريسدن وايت، التي يبلغ وزنها 49 قيراطاً، وتُقدَّر قيمتها بنحو 9 ملايين جنيه إسترليني (نحو 12 مليون دولار)، ومقبض سيف احتفالي مُرصَّع بتسع ألماسات كبيرة، و770 ألماسة أصغر. وعندما وصلت الشرطة بعد نحو ساعة، كان اللصوص قد رحلوا.
يبدو أن بعض الكنوز، وضمنها ألماستا دريسدن وايت والنظام البولندي للنسر الأبيض، قد عُرِضَت للبيع على شبكة الإنترنت المظلمة في الأسابيع التالية.
اتهامات واعتقالات
يوجِّه مكتب المدعي العام لدريسدن أصابع الاتهام الآن إلى خمسة أفراد لم تُكشَف هوياتهم من عائلة ريمو، متهماً إياهم بالحرق العمد والسرق المنظَّمة. واعتُقِلَ بالفعل ثلاثة منهم، فيما لا يزال اثنان طليقين.
في الساعات التي سبقت الفجر، فتَّشَت الشرطة من جميع أنحاء ألمانيا، وضمنها وحدات المغاوير المُسلَّحة ومروحيَّتان، عشر شقق وستة مرائب سيارات. وكانت العملية لا تزال جاريةً في الساعة الـ12 ظهراً بالتوقيت المحلي، وقال الضباط الذين يقودون التحليل، إنهم تعقَّبوا أفراد عشيرة ريمو من خلال تتبُّع الأدلة من مسرح الجريمة وتسجيلات كاميرات المراقبة، ولا يزال مكان المجوهرات غير معلوم.
عشيرة ريمو
وصلت عشيرة ريمو، التي نشأت في لبنان وجنوب شرقي تركيا، إلى ألمانيا الغربية خلال الحرب الأهلية اللبنانية في الثمانينيات.
وعلى مدار عقدين، أُدينَ أعضاؤها بجرائم القتل العمد والاعتداء وغسل الأموال والاحتيال والابتزاز والجرائم المُسلَّحة.
وتشتهر العشيرة خارج ألمانيا بدورها في سرقة العملة الذهبية Big Maple Leaf التي يبلغ وزنها 100 كيلوغرام من متحف بود في وسط برلين قبل ثلاث سنوات. ويُعتقَد أن هذه العملة، التي تساوي نحو 3 ملايين جنيه إسترليني (نحو 4 ملايين دولار)، والمختومة بوجه الملكة إليزابيث الثانية، قد أُزيلَت من عرضها في الطابق الأول، ونُقِلَت إلى نافذةٍ عبر عربةٍ يدوية، ثم أُنزِلَت إلى جسر سكة حديدية بالخارج. ولم يُعثَر على العملة مُطلَقاً، فيما يُعتقَد أنها قُسِّمَت إلى قطعٍ أصغر أو ذابت.
وفي فبراير/شباط الماضي، أُدينَ شابان من العشيرة، وهما أحمد ووسام ريمو، بالسرقة وحُكِمَ على كلٍّ منهما بالسجن أربع سنوات ونصف السنة. وقال أندرياس جيزل، وزير داخلية برلين، إن الاعتقالات تُظهِر أن عصابات الجريمة في المدينة ليست فوق القانون.
وقال: "لا ينبغي لأحدٍ أن يعتقد أنه يستطيع الاستهزاء بالدولة وقواعدها. الدولة وحدها هي التي تفرض النظام، وهي تفعل ذلك بتصميمٍ وذكاءٍ أكثر مِمَّا يعتقد بعض المجرمين".