قالت إثيوبيا، الأربعاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن جنوداً من إقليم تيغراي ضمن قوات حفظ السلام بالصومال تم نزع أسلحتهم في قضية أمنية، مما يثير الشكوك حول قدرة القوات على محاربة المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
إذ قالت مصادر دبلوماسية وأمنية في وقت سابق، إنه تم نزع سلاح ما بين 200 و300 من عرق التيغراي.
القوات الإثيوبية بدأت القتال ضد قوات من إقليم تيغراي الشمالي في وقت سابق من الشهر الجاري، في أعقاب ما وصفته الحكومة بأنه هجوم مُباغت شنته الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على قوة تابعة للحكومة المركزية بالإقليم.
إضعاف لقوات حفظ السلام
إذ يلعب الجيش الإثيوبي الذي يعتبر الأكثر فاعلية في منطقة القرن الإفريقي، دوراً كبيراً في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي بالصومال.
يمكن أن تضعف عملية نزع السلاح قدرة القوات على محاربة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، في وقت يستعد فيه الصومال لإجراء انتخابات برلمانية، الشهر المقبل، وانتخابات رئاسية في فبراير/شباط، حسبما يقول خبراء.
فيما يفكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضاً، في سحب مئات من الجنود الأمريكيين قبل يناير/كانون الثاني.
في السياق نفسه، قال مصدر أمني لـ"رويترز": "ماذا تفعل عندما تكون قائداً لقوة وتجد أن 200 أو 300 جندي لديك لا يستطيعون خوض معركة بسبب العرق الذي ينتمون إليه؟".
يقول زعماء التيغراي، إن الحكومة الإثيوبية متحيزة ضد الإقليم، وهو اتهام نفته الحكومة مراراً.
كما قالت رسالة نصية وصلت إلى "رويترز" من مهمة عمل حالة الطوارئ، وهي هيئة أنشئت للتعامل مع صراع تيغراي: "لا يجري نزع سلاح جنود حفظ السلام بسبب عرقهم ولكن بسبب تسلل عناصر من جبهة تحرير شعب تيغراي داخل هيئات مختلفة، وهو ما يتناوله تحقيق جارٍ". ولم يتم تقديم مزيد من المعلومات.
جنود الصومال
في وقت سابق، قال أربعة مصادر أمنية ودبلوماسية لـ"رويترز"، إن من بين من نُزعت أسلحتهم جنوداً موجودين في الصومال وفق ترتيبات ثنائية، وآخرين ضمن قوات الاتحاد الإفريقي.
فيما لم ترد قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي على اتصالات ورسائل بطلب التعليق.
إثيوبيا، التي تشترك في حدود طويلة سهلة الاختراق مع الصومال، تسهم بنحو 4000 من أصل 17000 جندي تحت إمرة الاتحاد الإفريقي، ولها نحو 15000 جندي إضافي في الصومال بترتيبات ثنائية، وهذا العدد يفوق نظيره من أي دولة أخرى.
وقالت ثلاثة مصادر لـ"رويترز"، إن إثيوبيا سحبت أيضاً عدداً صغيراً من جنودها المتمركزين في الصومال وفق ترتيب ثنائي، لكنها قررت عدم تنفيذ انسحاب كبير. ولم ترد الحكومة على طلبات للتأكيد. وفي الأسبوع الماضي قال متحدث باسم مهمة العمل، إن الهجوم في تيغراي لن يدفع إثيوبيا إلى سحب قوات حفظ السلام من الخارج.
ولم يتضح ما إذا كان الجنود الذين تم سحبهم من التيغراي أم أنهم جنود آخرون في طريقهم لإعادة انتشار محتملة بصفوف قوات الحكومة في إقليم تيغراي.
قرارات سابقة
في وقت سابق من الشهر الجاري، أقال الاتحاد الإفريقي مفوضَ السلم والأمن جبرجزيابير مبراتو ملس، وهو إثيوبي من التيغراي، بعدما أعربت وزارة الدفاع الإثيوبية عن قلقها منه.
وانسحبت القوات الأمريكية بالفعل من قاعدتين في الصومال الشهر الماضي، وينظر ترامب في سحب معظم الجنود الباقين.
يتولى كثير من الجنود الأمريكيين في الصومال، والبالغ عددهم نحو 700، تدريب القوات الخاصة الصومالية ودعمها؛ لمطاردة وقنص كبار قادة حركة الشباب.
ونفذت حركة الشباب هجمات دموية على مدنيين في أنحاء شرق إفريقيا، وضمن ذلك هجوم على قاعدة عسكرية أمريكية بكينيا أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين في وقت سابق من هذا العام. وتعد القوة الخاصة الصومالية البالغ عدد أفرادها 850 جندياً، أشد قوة قتالية من ناحية الفاعلية في الصومال. ومن المتوقع زيادة عدد أفرادها إلى نحو 3000.