هدد رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، جبهة "البوليساريو" من العودة إلى استفزاز الجيش المغربي، وذلك في وقت أكدت فيه القوات المسلحة الملكية إطلاقها النار على مقاتلي من البوليساريو، على طول الجدار الذي يفصلهما في إقليم الصحراء.
العثماني أكد في كلمة ألقاها في مهرجان خطابي رقمي نظمه حزب العدالة والتنمية بخصوص عملية تأمين معبر الكركرات، مساء الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قال فيها مخاطباًً "البوليساريو": إن الجيش سيبقى لكم بالمرصاد، وإن عدتم عدنا"، بحسب ما ذكره موقع "هسبريس" المغربي.
كما أكد العثماني أن "الاستفزازات الأخيرة التي لجأت إليها ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية، بإقدامها على إغلاق المعبر الحدودي الكركرات، جاءت نتيجة الهزائم المتلاحقة التي مُنيت بها الأطروحة الانفصالية".
توتر متصاعد: من جانبه قال الجيش المغربي إنه أطلق النار "رداً على استفزازات" مقاتلي جبهة البوليساريو، الذين أطلقوا النار على طول الجدار الأمني "دون إحداث أي أضرار بشرية أو مادية بصفوف القوات المسلحة الملكية".
كما أكد الجيش في البيان الذي نشرته الوكالة الرسمية، على أن القوات المسلحة الملكية، "ردت بشكل حازم على هذه الاستفزازات"، و"هو الأمر الذي خلف تدمير آلية لحمل الأسلحة شرق الجدار الأمني بمنطقة المحبس".
يذكر أن المحبس تقع شمال "الجدار الدفاعي"، الممتد على حوالى 2700 كيلومتر، والذي يفصل منذ نهاية الثمانينات القوات المغربية عن مقاتلي البوليساريو، وتحيط به المنطقة العازلة وعرضها خمسة كيلومترات من الجهتين.
من جانبها، تحدثت البوليساريو، التي تدعمها الجزائر، الأحد عن "استمرار المعارك بشكل متصاعد" في أقصى جنوب الإقليم، بدون تقديم تفاصيل، مؤكدة أن "آلاف المتطوعين" يتم تجنيدهم للالتحاق بالقوات المسلحة الصحراوية.
ويصعب التحقق من صحة الأنباء المتعلقة بالمواجهات المسلحة من مصادر مستقلة، كما يصعب الوصول إلى المناطق المعنية بالنظر لموقعها الجغرافي. ولا تسمح الرباط من جهتها للصحافيين بالتنقل في المنطقة بحرية حتى في الأوقات العادية.
إنهاء وقف إطلاق النار: يذكر أن ما يطلق عليه "الجمهورية العربية الصحراوية" التي أعلنت البوليساريو قيامها في الجزائر منذ 1976، أعلنت "حالة الحرب" رداً على العملية التي قام بها الجيش المغربي الجمعة لإعادة فتح معبر الكركرات الحدودي، بعد "عرقلة" المرور منه من طرف أعضاء في البوليساريو، بحسب الرباط.
كما استؤنفت السبت حركة المرور، عبر هذا الطريق الحيوي لنقل البضائع نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، بحسب ما أكدت مصادر مغربية وموريتانية.
يذكر أن البوليساريو اعتبرت العملية التي قام بها المغرب إنهاء لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل 30 عاماً، بينما أكدت المملكة "تشبثها بقوة بالحفاظ على وقف إطلاق النار".
ويسيطر المغرب على 80% من مساحة الصحراء ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته، في حين تطالب جبهة بوليساريو باستقلالها، وذلك بعد أن شهدت نزاعاً مسلّحاً استمر حتى وقف إطلاق النّار في 1991 بين المغرب الذي ضمّها في 1975 والبوليساريو.
وترعى الأمم المتحدة منذ عقود جهوداً لإيجاد حل سياسي ينهي النزاع حول الصحراء الغربية. لكن المفاوضات التي تشارك فيها أيضاً الجزائر وموريتانيا توقفت منذ 2019 بعد استئنافها في 2018.