حذر جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، من أن الأخير قد "لا يرحل بهدوء من السلطة"، عقب خسارته أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.
خشية من ترامب: جاءت تصريحات بولتون الجمهوري المُخضرم، التي نُشرت الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 خلال لقاء مع شبكة CNN الأمريكية.
بولتون قال إن "الكثير من الناس يعتقدون، أو على الأقل يأملون أن ترامب سيدرك أنه خسر وسيذهب بهدوء، ولكن أشعر بالخوف من أن يكون رد الفعل عكس ذلك تماماً"، محذراً من أن ترامب قد يتسبب في "ضرر كبير" للأمن القومي للولايات المتحدة، دون مزيد من التفاصيل.
أضاف بولتون، الذي نشب خلاف كبير بينه وبين الرئيس ترامب: "أعتقد، وأنا أتحدث كجمهوري، أن طريقة احتواء الضرر ليس فقط على البلد، ولكن بالنسبة للحزب، هي أن يتحدث القادة الجمهوريون، مثلما يفعل البعض الآن، للاعتراف بالواقع وإدراك أن جو بايدن هو الرئيس المنتخب".
في إجابته أيضاً عن سؤال حول مزاعم تزوير الانتخابات التي دأب ترامب على ترديدها بعد انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قال بولتون: "لقد سمعنا منذ الانتخابات عن أدلة هائلة كانت ستظهر تزويراً ومؤامرة كبيرين، لكننا لم نرَ ذلك حتى الآن، ولا أعتقد أن هناك أي شيء".
كذلك حذر بولتون من أنه "كلما طالت مدة هذا الأمر زاد الأمر سوءاً على الولايات المتحدة وسمعتها على المستوى الدولي على وجه الخصوص، عندما يرون رئيساً منفصلاً عن الواقع أكثر مما كان عليه من قبل".
في هذا السياق، أوضح بولتون أنه يعتقد أن هناك الكثير من الضرر الذي يمكنه فعله، وأشار إلى إقالة ترامب لوزير الدفاع مارك إسبر، معتبراً أن القرار يبدو بسبب دوافع شخصية، وقد تكون له "أضرار جسيمة".
كما انتقد بولتون وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر، الذي عيّنه ترامب، ووصفه بأنه "قليل الخبرة للغاية"، لكنه أكد ثقته في القيادات العسكرية للجيش الأمريكي.
تأتي تصريحات بولتون في وقت لا يزال فيه ترامب يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، والتي حقق فيها بايدن تقدماً كبيراً بالنتائج، فيما تترقب أمريكا ما إذا كان ترامب سيقبل بتسليم السلطة بشكل هادئ إلى بايدن، ولم تظهر أي مؤشرات على ذلك حتى الآن.
خلاف بولتون وترامب: كان الخلاف بين ترامب وبولتون قد خرج إلى الملأ، عقب إقالة مستشار الأمن القومي، في سبتمبر/أيلول 2019، وكانت وسائل إعلامية أمريكية قد أشارت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي "أصبحت تُهمش" بولتون، وتستبعده من المشاركة في اجتماعات السلام التي تخص مجموعة من مناطق النزاع، مثل أفغانستان.
الفجوة بين مواقف بولتون وترامب كانت تتمحور حول قضايا رئيسية كبيرة، إذ دعم بولتون توجيه ضربات عسكرية استباقية ضد كوريا الشمالية، قبل أن يصبح مستشاراً للأمن القومي، وقال إنَّ المسار الدبلوماسي مع بيونغ يانغ "روَّعه".
ثُمَّ هناك القضية السورية، إذ قال بولتون إنَّ الولايات المتحدة ستبقى حتى القضاء على الوكلاء الإيرانيين، ثُمَّ أعلن ترامب بعد بضعة أشهر انسحاباً مُخطَّطاً، في حين لم يُنفِّذ تعهُّد بولتون بصورة كاملة.
في الوقت نفسه، كان هنالك خلاف بين ترامب وبولتون حول التعامل مع إيران، وكان بولتون يريد سياسة أكثر تشدداً مع طهران.
تفجَّر الخلاف بشكل أكبر بعدما نشر بولتون كتاباً كشف فيه أسراراً عن الرئيس ترامب، وسمَّاه "الغرفة التي حدث بها ذلك"، ولم تنجح جهود ترامب في إيقاف نشر الكتاب.
وبولتون من مواليد 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1948، في بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية، ودرس القانون في جامعة ييل، وتخرج عام 1970، وهو جمهوري محافظ بحسب تصنيفه الحزبي، وعمل في الإدارات الجمهورية المختلفة، بداية من رئاسة رونالد ريغان.