قال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير لصحيفة بيلد أم زونتاغ الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن على الألمان التأهب لما يتراوح بين أربعة وخمسة أشهر أخرى من القيود الصارمة لمكافحة الزيادة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وألا يتوقعوا تخفيف القيود المعمول بها حالياً بسرعة، كاقتراح تدريس الطلاب في المدارس والفنادق.
كما أضاف "لم نخرج من عنق الزجاجة بعد"، في إشارة إلى أعداد الإصابات. وتابع "لا يمكننا تحمل إغلاقاً متذبذباً مع فتح الاقتصاد وإغلاقه باستمرار".
وفرضت ألمانيا سلسلة من القيود لمكافحة الموجة الثانية من الجائحة التي تعاني منها هي وباقي أنحاء أوروبا. وعلى الرغم من إغلاق المطاعم فإن المدارس والمحلات لا تزال تعمل.
بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية أظهرت الأحد أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد ارتفع بواقع 16947 إلى 790503. وقال ألتماير إن ألمانيا يجب أن تحذر من تخفيف القيود بسرعة.
وأضاف أنه إذا كنا لا نريد أياماً نسجل فيها 50 ألف إصابة جديدة، مثلما كان الحال في فرنسا قبل أسابيع قليلة، فعلينا أخذ العبرة من هذا وعدم التكهن باستمرار بأي القيود يمكن تخفيفها.
في وقت سابق الأحد، كشفت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية أن "الحكومة الألمانية تعمل على إنشاء المئات من مراكز التطعيم على مستوى البلاد في ديسمبر/كانون الثاني المقبل لتطعيم ملايين الأشخاص ضد كورونا". وحسب الصحيفة، ستلعب قاعات المعارض دوراً مركزياً في التطعيم الجماعي.
التعليم في الفنادق والمطاعم: وزير الاقتصاد الألماني كان اقترح إعطاء حصص مدرسية داخل المطاعم والفنادق المغلقة لإتاحة الفرصة للالتزام بشكل أفضل لقواعد التباعد المكاني أثناء هذه الحصص، وذلك في إطار النقاش الدائر حول غلق المدارس بسبب وضع وباء كورونا الحالي. كما أعرب الوزير المنتمي إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، عن أمله في "الاستفادة من الإمكانيات المادية للبلديات بصورة أفضل".
وبرر ألتماير اقتراحه قائلاً: "داخل قاعات الدرس، غالباً ما يكون من الصعب الالتزام بقواعد التباعد المكاني في ظل جائحة كورونا، وإنني سأرحب لو أقيم الدرس على سبيل المثال في مراكز للمحليات أو في بيوت للثقافة أو القاعات غير المستخدمة للمطاعم والفنادق".
التلاميذ الأكبر من المنزل: من جانب آخر دعا أولاف كولر، الباحث الألماني في شؤون التعليم والأخصائي النفسي، إلى تعلم التلاميذ الأكبر سناً من المنزل باستخدام الوسائل الرقمية. وقال كولر إنه يجب تصميم برامج التعليم عن بُعْد لتكون على المدى الطويل حتى نهاية آذار/مارس المقبل وليس فقط حتى فترة عيد الميلاد.
كما طالب كولر بإعادة تصغير الفصول في الصفوف الدراسية الأصغر وزيادة مسافة التباعد المكاني داخلها، وذلك نظراً للوضع الراهن للجائحة، وقال في هذا السياق: "طالما ليس لدينا لقاحات جماعية والجو بارد وشتوي، فإن حدوث العدوى سيظل إشكالياً".
وعزا العالم كولر اقتراحه إلى أسباب عديدة منها أن التلاميذ الأكبر سناً يمكنهم التعامل مع التعليم عن بُعْد على مدار أسابيع عديدة بصورة أفضل من التلاميذ الأصغر سناً، كما أنهم في غنى عن مساعدة الوالدين لهم في هذا. وأضاف المدير العلمي لمعهد لايبنيتس لتعليم العلوم الطبيعية والرياضيات أنه إذا تعلم التلاميذ الأكبر سناً من المنزل، فإن ذلك سيؤدي إلى إخلاء المزيد من القاعات في المدارس لتوزيع التلاميذ الأصغر سناً عليها.