نقلت صحيفة New York Times الأمريكية، الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عن مسؤولين في المخابرات قولهم، إن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة قُتل في إيران، في أغسطس/آب الماضي، على يد عملاء إسرائيليين، بناء على طلب من الولايات المتحدة، في حين نفت صحة معلومات الاغتيال.
اغتيال المصري: الصحيفة ذكرت نقلاً عن المصادر -التي لم تحدد هويتها- أن رجلين كانا يركبان دراجة نارية في طهران قَتلا بالرصاص عبدالله أحمد عبدالله، الشهير بأبي محمد المصري، قبل أكثر من ثلاثة أشهر، مضيفة أن العملية ظلَّت سرية منذ ذلك الحين.
كان المصري يواجه اتهامات بالتخطيط لتفجير سفارتين أمريكيتين بإفريقيا عام 1998، كما يُنظر إليه باعتباره خليفة الزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري، وفقاً لوكالة رويترز.
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن العملية أسفرت أيضاً عن مقتل ابنة المصري، وهي أرملة حمزة، ابن زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن.
ولم يتضح بعدُ ما إذا كانت الولايات المتحدة قد قامت بأي دور في قتل المتشدد المصري، المولد في يونيو/حزيران 1963، مضيفة أن السلطات الأمريكية تتعقب المصري وغيره من أعضاء القاعدة في إيران منذ سنوات.
من جانبه، أحجم مسؤول أمريكي، تحدَّث لرويترز شريطة عدم نشر اسمه، عن تأكيد أي معلومات في تقرير الصحيفة الأمريكية، أو توضيح ما إذا كان للولايات المتحدة أي دور، ولم يرد مجلس الأمن القومي بعد على طلب للتعقيب.
من جانبها، نفت إيران تقرير الصحيفة الأمريكية، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إنه لا يوجد "إرهابيون" من القاعدة في إيران.
أضافت الوزارة في بيانها: "تحاول واشنطن وتل أبيب من حين لآخر ربط إيران بمثل هذه الجماعات عن طريق الكذب وتسريب معلومات خاطئة للإعلام لتفادي المسؤولية عن الأنشطة الإجرامية لهذه الجماعة وغيرها من الجماعات الإرهابية في المنطقة".
من الرياضة للقاعدة: كان المصري أحد أبرز الأسماء الموجودة على قوائم المطلوبين للولايات المتحدة، بسبب اتهامه بتفجير سفارتي أمريكا في دار السلام بتنزانيا، ونيروبي في كينيا، عام 1998، ووضعت أمريكا مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن موقع المصري.
في تصريحات سابقة له، قال المصري إنه كان لاعب كرة قدم محترفاً في نادي غزل المحلة المصري، وفي العام 1992 ساعد القيادي في القاعدة حينها سيف العدل في توفير المعلومات الاستخباراتية والتدريب العسكري للخلايا المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال والسودان.
تذكر بعض التقارير أيضاً أن المصري كان يدير معسكرات التدريب في أفغانستان بين عامي 1996 و1998، وأنه قام بتزوير جواز سفر محمد صديق عودة، لكي يتمكن من السفر من باكستان إلى أفغانستان لمقابلة أسامة بن لادن، قبل تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا.
كان المصري قد اعتُقل في إيران منذ عام 2003، إلا أنه صدر قرار بإخلاء سبيله من قبل السلطات في العام 2015، إلى جانب سيف العدل، وأبو الخير المصري، في صفقة تبادل أسرى، تم بموجبها تسليم دبلوماسي إيراني كان قد اختُطف في اليمن.