امتدت ساحة المعارك التي نشبت منذ أكثر من أسبوع بين القوات الإثيوبية و"متمردين" في إقليم تيغراي، شمالي البلاد، لتشمل تفجرين اثنين في الولاية المجاورة "أمهرة"، وصاروخاً أُطلق على مطارها، في اشتباكات قُتل فيها مئات وفرّ الآلاف إلى الدول المجاورة كالسودان، في الوقت الذي حذرت الأمم المتحدة من تحول المعارك الدائرة هناك إلى "حرب أهلية".
الأحداث في إثيوبيا بدأت بالتصاعد بعد أن أمر رئيس الوزراء آبي أحمد بشن عمليات عسكرية في إقليم تيغراي بشمالي إثيوبيا، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، رداً على ما وصفه بهجوم على القوات الاتحادية.
صاروخ على المطار: السبت، قالت الحكومة الإثيوبية إن صاروخاً أُطلق باتجاه ولاية أمهرة المجاورة لمنطقة تيغراي الشمالية.
قوة الطوارئ التابعة للحكومة أكدت عبر تويتر أن الهجوم الصاروخي وقع في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، وألحق أضراراً بمطار مدينة جوندر، في ولاية أمهرة.
انفجاران في أمهرة: في السياق نفسه، أفادت مصادر إثيوبية بسماع دوي انفجارين هزا مدينتي بحر دار وغوندر في إقليم أمهرة، في وقت متأخر الجمعة.
فيما قال مصدر للأناضول في مدينة بحر دار (فضّل عدم الكشف عن هويته) سُمعت أصوات تبادل إطلاق النار عقب الانفجار بالمدينة.
ولم تُعرف على الفور الجهة المسؤولة عن وقوع الانفجارين، أو حجم الأضرار التي حدثت، وما إذا كانا أسفرا عن سقوط ضحايا، فيما ذكر مكتب الاتصالات بأمهرة في بيان أن تحقيقات بدأت لتحديد ما إذا كان الانفجاران مرتبطين بالقتال في تيغراي.
الأمم المتحدة تحذر: من جانبها، قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن القتال الدائر بين القوات الحكومية الإثيوبية وزعماء متمردين في الشمال يمكن أن يخرج عن السيطرة، وإن من المحتمل أن تكون "جرائم حرب" قد ارتُكبت.
ففي بيان لمفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه، قالت فيه إنه في حالة التأكد من أن طرفاً ارتكب مجزرة للمدنيين تحدثت عنها تقارير منظمة العفو الدولية "فإنها ستكون بمثابة جرائم حرب".
مكاسب للحكومة: من طرف الحكومة، أكد الجيش الإثيوبي استمرار تقدمه وسيطرته على مناطق كثيرة داخل الإقليم، وتصفيته ما سماها جيوباً للقوات المتمردة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء آبي أحمد أن البرلمان عيّن مولو نيجا (52 عاماً)، وهو نائب وزير العلوم والتعليم العالي رئيساً لإقليم تيغراي، بعد أن أقال حكومته السابقة مع بداية الأحداث الأسبوع الماضي.
اللجوء للسودان: في هذه الأثناء، وصل إلى السودان أكثر من 14 ألفاً و500 لاجئ، نصفهم من الأطفال، وذلك منذ بدء القتال في إثيوبيا.
بحسب وكالات إغاثة، فإن الوضع في تيغراي يزداد صعوبة. وهناك مخاوف أيضاً من تشرد جماعي لآلاف من اللاجئين الإريتريين في مخيم بإثيوبيا.
وتقدر السلطات في ولاية القضارف السودانية الحدودية عدد اللاجئين الذين وصلوا إليها بأكثر من 6 آلاف، في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة.
ووجه والي القضارف نداء استغاثة إلى الحكومة السودانية والمجتمع الدولي للوقوف مع ولايته، في ظل توقعات بارتفاع أعداد اللاجئين إلى أكثر من 20 ألفاً، وهو ما يفوق إمكانية الولاية.
وقُتل مئات في اشتباكات منذ أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد القوات الاتحادية لمهاجمة قوات محلية في ولاية تيغراي، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، بعدما اتهمها بمهاجمة قاعدة عسكرية بالمنطقة.
وعبّرت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وغيرهما عن القلق من احتمال امتداد القتال إلى مناطق أخرى في إثيوبيا، وزعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي.