قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأربعاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن على المجتمع الدولي اتخاذ "موقف حازم" للتصدي لسعي النظام الإيراني للحصول على أسلحة دمار شامل وتطوير برامج للصواريخ الباليستية، مؤكداً تمسّك المملكة بالمبادرة العربية حلاً للقضية الفلسطينية، والتي تفرض انسحاباً إسرائيلياً من أراضي الضفة قبل تطبيع العلاقات مع الدول العربية.
تصريحات الملك سلمان جاءت في خطاب سنوي، عبر دائرة فيديو مغلقة أمام مجلس الشورى، وهو هيئة استشارية حكومية، ونشرتها وكالة الأنباء السعودية بعد منتصف ليل الأربعاء.
مواجهة المشروع الإيراني: في خطابه، ركز العاهل السعودي "على خطورة مشروع النظام الإيراني الإقليمي، وسعيه إلى التدخل في الدول، ودعمه للإرهاب والتطرف وتأجيج نيران الطائفية، من خلال أذرعه المختلفة"، حسب قوله.
كما دعا الملك إلى ضرورة اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي تجاهه، يضمن "معالجة جذرية لسعيه للحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ الباليستية، وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ورعايته للإرهاب، وتهديده للسلم والأمن الدوليين".
تمسك بمبادرة السلام العربية: وعن القضية الفلسطينية، قال العاهل السعودي إن المملكة تؤكد استمرارها في وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما أشار إلى أن السعودية "تساند الجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط بالتفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى اتفاق عادل ودائم".
لكن العاهل السعودي لم يلتفت إلى الاتفاقات التي وُقّعت بوساطة أمريكية بين الإمارات والبحرين والسودان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، على الرغم من إشارته لتمسكه بالمبادرة العربية التي تنص على أولوية انسحاب إسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 على أي خطوة تطبيع مع الدول العربية.
يشار إلى أن تلك أول تصريحات علنية للملك (84 عاماً) منذ أن ألقى خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2020 عبر دائرة فيديو، انتقد فيه إيران أيضاً.
أزمة تحتد: وتصاعد التوتر منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين القوى العالمية وإيران، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية خانقة على الجمهورية الإسلامية.
كما أتاحت علاقة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع ترامب له حماية من الانتقادات الدولية، بسبب سجل الرياض في حقوق الإنسان بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وبسبب دور المملكة في حرب اليمن، واحتجاز ناشطات في حقوق الإنسان.
فيما قد تصبح تلك القضايا نقاط خلاف الآن مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي تعهد في حملته الانتخابية بإعادة تقييم العلاقات مع المملكة، وهي مصدر رئيسي للنفط ومستورد كبير للأسلحة الأمريكية.
والسعودية داعم بشدة لسياسة أقصى الضغوط التي يتبناها ترامب ضد إيران. غير أن بايدن قال إنه سيعود إلى اتفاق عام 2015 النووي الموقع بين القوى العالمية وإيران، الذي تفاوضت عليه واشنطن، بينما كان بايدن نائباً للرئيس السابق باراك أوباما.