انطلق مئات من شباب مدينة الشابة بمحافظة المهدية جنوبي تونس، الخميس 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في عملية "هجرة جماعية غير نظامية" نحو إيطاليا، احتجاجاً على عقوبات اتحاد كرة القدم بحق فريق "هلال الشابة".
إذ قرر الاتحاد، في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعليق نشاط الفريق، وإنزاله من الرابطة المحترفة الأولى (القسم الممتاز) إلى قسم الهواة، بدعوى عدم استكماله ملف انخراطه للموسم الجديد.
هجرة جماعية بعد فشل الاحتجاجات: مئات من أهالي "الشابة"، بينهم 150 لاعباً وإدارياً في النادي، انطلقوا على متن 10 قوارب صيد من ميناء المدينة باتجاه المياه الإقليمية، بهدف الوصول إلى السواحل الإيطالية.
كما رافقت وحدات بحرية من الحرس الوطني التونسي القوارب أثناء مغادرتها الميناء.
كان أهالي منطقة الشابة ومحبو نادي الهلال الشابي قد قاموا بكلّ أنواع الاحتجاج، على غرار غلق الطرقات والمؤسسات والمرافق العمومية بالجهة، كما قدّم المجلس البلدي استقالة جماعية، وتمّ توجيه رسالة لرئاسة الحكومة تتضمّن الإعلام بالهجرة الجماعية ولم يتمّ التجاوب معهم.
في حين أنّ الجامعة التونسية لكرة القدم لم يصدر منها أي ردّ، ولم تتفاعل الحكومة مع مطالبهم لتكون الهجرة المنظمة في شكل دفعات هي الخيار الوحيد، بعد استنفاد كلّ الطرق، خاصة مع اقتراب انطلاق نشاط بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
كما نشر الهلال الرياضي الشابي رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد، ولرئيس الحكومة هشام المشيشي، ودعا فيها الدولة إلى أن تمارس سلطتها لإيقاف المهزلة التي حلّت بالنادي، ولوضع حدّ للأزمة التي تمرّ بها الشابة.
في انتظار تدخل الرئيس: من جهته، قال الكاتب العام لنادي "هلال الشابة"، صالح شرف الدين، في تصريح صحفي، إنهم يغادرون سواحل "الشابة" في انتظار تدخل رئيس الحكومة أو رئاسة الجمهورية لتسوية وضعية الفريق، بعد عقوبات اتحاد كرة القدم.
أضاف أنه "في حالة عدم استجابة السلطات لطلباتهم، فسيستمرون في الإبحار وصولاً إلى السواحل الإيطالية".
إذ أظهرت صور منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، عملية إبحار جماعية في سواحل تونس، على متن قوارب صيد كبيرة، تضم عدداً غفيراً من شباب المدينة.
شملت قرارات اتحاد الكرة أيضاً توقيف رئيس النادي توفيق المكشر، وكاتبه العام محمد بن إبراهيم، لمدة سنتين، وغرامة مالية قدرها 40 ألف دينار (14 ألفاً و530 دولاراً).
قبل أشهر، دعا المكشر، عبر تدوينة على فيسبوك، الاتحاد برئاسة وديع الجريء، إلى الشفافية في التصرف بالأموال، وإجراء تدقيق إداري، وهو ما فجر خلافاً حاداً بين الطرفين.