ظهر الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، فجر الثلاثاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في خطاب متلفز توجه به لمواطني بلده، معلناً خلاله النصر في المعارك ضد أرمينيا، كاشفاً تفاصيل عن توقيع الاتفاق الذي قال إنه جاء بسبب "قبضة الحديد" التي أظهرتها بلاده.
علييف أشار في كلمته إلى أن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أُجبر على توقيع اتفاق يقضي بتسليم 3 محافظات إلى الحكومة الأذربيجانية في إقليم قره باغ.
بدا الحماس واضحاً على علييف وهو يكشف لمواطني بلده تفاصيل عن توقيع الاتفاق، وقال إن الجانب الأذربيجاني أخبر رئيس وزراء أرمينيا بأنه سيوقع على الاتفاق بدون شرط، مضيفاً: "أجبرناه على التوقيع، وقد قبل بذلك وأراد أن يكون توقيع الاتفاق في مكان مُغلق، بعيداً عن الكاميرات لجبنه وخوفه".
أضاف علييف أن باشينيان وقع على الاتفاق "دون أن يكون راضياً أو مسروراً"، ثم رفع قبضته وضرب بها على الطاولة قائلاً: "هذه ما جعلته يوقّع، الضرب بالحديد هو ما جعله يوقع".
من جانبه، علّق باشينيان على الاتفاق بقوله: "لم يكن لدي خيار إلا التوقيع عليه" و"القرار الذي اتخذته يستند لتحليل عميق وتقييم أشخاص على علم بالواقع العسكري على الأرض".
كان علييف قد أعلن أيضاً في خطابه لشعبه وقفاً نهائياً للاشتباكات في قره باغ بين بلاده وأرمينيا، بموجب الاتفاق الجديد الموقع الذي بدأ سريانه منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء.
أشار الرئيس الأذربيجاني إلى أنّ "الاتفاق ينص على تسليم 3 محافظات تحتلها أرمينيا لبلاده خلال فترة زمنية محددة وهي كلبجار حتى 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وأغدام حتى 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى 1 ديسمبر/كانون الأول المقبل".
قوات حفظ سلام: كما أوضح علييف أن العمليات العسكرية لأذربيجان ضد أرمينيا أسفرت عن "تحرير أذربيجان 300 منطقة سكنية منذ 27 سبتمبر/أيلول"، لافتاً إلى أن الاتفاق نص أيضاً على نشر قوات حفظ سلام روسية في قره باغ لمدة 5 سنوات، قابلة للتمديد في حال عدم اعتراض الأطراف الموقعة.
بالفعل انتشرت قوات حفظ السلام الروسية في منطقة قره باغ في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه ينبغي أن يمهد الطريق لتسوية سياسية دائمة للصراع هناك.
من شأن هذا الاتفاق أن ينهي الصراع الذي أودى بحياة الآلاف وشرد كثيرين وهدد بجر المنطقة الأوسع إلى الحرب.
والمنطقة معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، لكن يقطنها الأرمن، وحتى وقت قريب كانت تخضع للسيطرة الكاملة للأرمن الذين صدتهم القوات المسلحة الأذربيجانية في معارك عنيفة مستمرة منذ ستة أسابيع.
يُذكر أن أرمينيا كانت تحتل منذ عام 1992 نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "أغدام" و"فضولي".
أدى إعلان قره باغ انفصالها عن أذربيجان إلى اندلاع حرب في مطلع التسعينيات، أودت بحياة نحو 30 ألف شخص، ولم يعترف المجتمع الدولي ولا حتى أرمينيا باستقلال الإقليم.