حصل الديمقراطيون على دفعة أمل غير متوقعة في انتزاع السيطرة من الجمهوريين داخل مجلس الشيوخ، إذ يبدو من المرجح أن سباقين انتخابيين رئيسيين بولاية جورجيا الجنوبية في طريقهما إلى جولات إعادة.
موقع The Guardian البريطاني قال إن واحداً منهما سيشهد جولة إعادة بكل تأكيد في يناير/كانون الثاني، بينما لم تُحسم بعد نتيجة سباقٍ آخر في جورجيا، إلى جانب انتخابات في كارولينا الشمالية وألاسكا، ما يترك مجلس الشيوخ الآن في طريقٍ مسدود بـ48 مقعداً لكلا الحزبين. وقد لا نعرف النتيجة النهائية الآن حتى نبلغ العام الجديد.
المنافسة تشتد بين الجمهوريين والديمقراطيين: كما أنه من المرجح أن يفوز الجمهوريون بكارولينا الشمالية وألاسكا، لكن الديمقراطيين سيركزون قدراً هائلاً من طاقتهم وأموالهم دون شكّ على محاولة الفوز بجولات الإعادة في جورجيا. وفي حال وصول السباقين في جورجيا إلى جولات إعادة -وفوز الديمقراطيين بهما- فسوف ينقسم مجلس الشيوخ بذلك إلى 50 مقعداً لكلا الحزبين، وحينها سيتعيّن على نائب الرئيس الإدلاء بالصوت الحاسم.
وفي حال وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، فهذا يعني أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستكون الصوت الحاسم داخل مجلس الشيوخ. أما في حال فوز دونالد ترامب بفترةٍ ثانية، فسوف يضطلع نائب الرئيس الحالي مايك بنس بهذه المهمة.
بينما قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل يوم الأربعاء الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني: "نحن في الانتظار -لنرَ إن كنت سأظل زعيم الأغلبية أم لا"، وظل الحال على ما هو عليه يوم الخميس الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
سيناريوهات محتملة: إذ استمر فرز الأصوات في جورجيا يوم الخميس، حيث كان الجمهوري ديفيد بيردو يحاول إقصاء الديمقراطي جون أوسوف في سباقٍ انتخابي متعدد المرشحين وقد يصل أيضاً إلى جولة إعادة، في حال عدم كسر أيّ مرشح لحاجز الـ50% من الأصوات اللازم للفوز.
فيما ستُقام جولة إعادة لإحدى انتخابات مجلس الشيوخ الأخرى في الولاية يوم الخامس من يناير/كانون الثاني بالفعل. إذ ستُواجه السيناتورة الجمهورية كيلي لوفلر المرشح الديمقراطي رافايل وارنوك، القس ذو البشرة السمراء من الكنيسة التي كان يُبشّر فيها مارتن لوثر كينغ. إذ حصلت كيلي ووارنوك على أكبر عددٍ من الأصوات في الانتخابات، ولكن لم ينجح أيٌّ منهما في الحصول على أغلبية الأصوات اللازمة للفوز بالمقعد مباشرةً.
في كارولينا الشمالية، كان السيناتور الجمهوري توم تيليس يأمل الفوز على الديمقراطي كال كاننغهام، الذي ألقت رسائله الجنسية مع أخصائية علاقات عامة بظلالها على ترشيحه. بينما كان الجمهوريون على ثقة بأنهم سيحتفظون بألاسكا، حيث كان السيناتور الجمهوري دان سوليفان يُواجه تحدّياً من الوافد الديمقراطي الجديد آل غروس الذي يعمل طبيباً.
ماذا يعني الفوز بمجلس الشيوخ؟ الفوز بمجلس الشيوخ هو أمرٌ مهم، لأنّ منظومة الضوابط والموازنات الحكومية المعقدة في أمريكا تمنح الغرفة العليا في الكونغرس سلطةً هائلة في الحد من قدرات الرئيس على تمرير أجندته التشريعية، إلى جانب تأثيرها على تعيينات المناصب الإدارية والقضائية الرئيسية.
إذ كان ماكونيل الخصم التشريعي الرئيسي لباراك أوباما إبان رئاسته للبلاد. إذ نجح زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ في تعطيل المبادرات الكبرى التي تقدّمت بها إدارة أوباما والديمقراطيين في مجلس الشيوخ. وفي عهد ترامب، أدار الرئيس بنجاح سلسلة من الموافقات على القرارات والتعيينات القضائية من الغرفة العليا التي يرأسها.
قد أشار بالفعل إلى أنه في حال سيطرته على مجلس الشيوخ تحت إدارة بايدن، فسوف يكون قاسياً في ممارسة سلطاته فيما صرّح مصدرٌ مقرب من ماكونيل لموقع Axios الأمريكي بأن مجلس الشيوخ الذي يُسيطر عليه الجمهوريون سيتعاون مع بايدن في ما يتعلّق بالمرشحين الوسطيين فقط، ولن يسمح بتمرير تعيين أيّ "تقدّميين راديكاليين" أو مرشحين مثيرين للجدل من خلال السيناتورات المحافظين.
وقبل الانتخابات كانت آمال الديمقراطيين مرتفعة بأن يفوزوا بالسيطرة على مجلس الشيوخ وينتزعوه من قبضة ماكونيل. ودفعت استطلاعات الرأي بالعديد من الديمقراطيين إلى التطلّع لتحقيق مكاسب في مناطق شديدة الميل للجمهوريين بحكم العادة، مثل كانساس وكارولينا الجنوبية، وقد تم بالفعل ضخ الأموال في تلك السباقات الانتخابية. ولكن في ليلة الانتخابات، نجح التقدّم غير المتوقع للجمهوريين في إخماد تلك الآمال، والقضاء على الطموحات في الفوز بمقاعد أكثر صعوبة، مثل مقعد سوزان كولينز في ماين وجوني إرنست في آيوا.